2007-06-09 • فتوى رقم 14976
شاب مسلم ملتزم بالطاعات والعبادات، يقيم الليل، ويصلي الخمس، ويطيع والديه، ويعمل الخيرات، ويجاهد فى سبيل الله، ولا يخش في الله لومة لائم، ويتقرب إلى الله بكل السبل، بل يريد السفر إلى لقاء الله ومشتاق لربه ولجنته.
ولكن يواجه مشكلة، دائماً يفكر بها ليل نهار، هي أنه لا يقدر على الشيطان في بعض الأحيان من أنه يجمل له الدنيا والنظر للمحرمات.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأول ما أنصح هذا الشاب التقي مجاهدة نفسه، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، لا يخفى عليه خافية.
ثم المبادرة إلى التوبة الصادقة النصوح مما سبق منه من اقتراف لمعصية، فإنها إن تبعها عمل صالح تمحى بها الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي والمحرمات ذاتها، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وغض البصر، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل وقته، والسعي للزواج ما أمكنه ذلك، والإكثار من الصوم فإنه وجاء ووقاية من الوقوع في المحرم.
ثم إن كنت راض عن توبته بعد ذلك فذلك إشعار بقبولها عند الله عز وجل.
وأتمنى أن يوفق لذلك، وأن يثبته الله على التوبة النصوح، والابتعاد عما حرمه الله، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.