2007-06-09 • فتوى رقم 15022
كنت أعمل مدرساً في الأردن، وراتبي كان بالكاد يكفيني، وبعدها تعاقدت مع دولة خليجية، ولكن بعد أن أنهيت السنة الأولى قمت بسداد ديون علي البنوك، وبقي معي مبلغ من المال، قمت بالصرف منه على أهلي وعلى نفسي، ولم يبق معي من ادخار السنة الأولى سوى 200 دينار أردني.
وعند وصولي للعمل في السنة الثانية احتجت هذا المبلغ، وقمت بسحبه من البنك، وعملت للسنة الثانية وادخرت مبلغ 5000 آلاف أردني، وهذه السنة الثالثة لي، حيث قمت بجمع ما ادخرته إلى الأن، أخرجت عنه الزكاة أي مجمع ما بقي معي من نقود من السنة الثانية، وهذه السنة، وكذلك بعض الديون التي لي على شقيقي، علما أنني أضع النقود في بنك ربوي بفائدة سنوية، وأنوي تغيير ذلك عند عودتي إن شاء الله، ما حكم ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالإيداع في البنوك الربوية للاستثمار محرم؛ لأنه ربا، والربا من أشد المحرمات شرعا، وقد قال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا﴾ [البقرة:275].د
فعليك أن تقوم بسحبك مالك من البنك الربوي وعدم استثماره بالربا، إن لم تقبض الفوائد الربوية أن لا تقبضها، أما إن قبضتها فعليك أن تتخلص منها بدفعها إلى الفقراء والمساكين من غير زوجك وأولادك لا طمعا في الأجر والمثوبة؛ لأن الله تعالى لا يقبل إلا طيبا، ولكن كفارة عن الخطأ الذي وقعت فيه، وتخلصا من المال الحرام، والفقراء يأخذونها حلالاً إن شاء الله تعالى؛ لأن الحرام لا يتعدى الذمتين.
ولك أن تستثمر مالك في بنوك إسلامية أو شركات إسلامية، فالموراد التي تأتي من خلالها حلال إن شاء الله تعالى.
ثم بعد ذلك من يوم ملكك للنصاب من أموال الزكاة، وهو ما قيمته /85/ غراماً من الذهب الخالص، عيار /24/) وحولان حول قمري كامل عليه، تجب زكاته عليك بنسبة 2.5 % من قيمته يوم نهاية الحول، فتحسب ما عندك (من النقود أوالذهب أو الفضة أو عروض التجارة) وتزكيها.
وما تملكه بعد ذلك من هذه الأموال التجارية يلحق بالحول الذي بدأ بعد ملك النصاب، وتزكيه في نهايته.
وفي حسابك للزكاة تضم إلى أموالك مالك من ديون على الآخرين حالة أو مؤجلة، وتحسم من المجموع ما عليك من ديون للأخرين حالة أو مؤجلة، ثم تزكي الصافي.
وما تستهلكه من المال في أثناء الحول لا زكاة فيه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.