2007-06-05 • فتوى رقم 15090
السلام عليكم
هل يجوز للمسلم أن يعطي رأيه في تفسير آية من كتاب الله.
كأن أقول مثلاً: إن قول الله لعيسى :(أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ) إن هذا كان بعد الرفع مباشرة، وليس مشهد من مشاهد يوم القيامة كما قال بعض العلماء، ودليلي على ذلك قول الله: (هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) بالفتحة في (يوم)، ولم يقل: هذا (يومٌ) بالضمتين.
وأيضا قوله: (لله ملك السماوات والأرض وما فيهن) وإذا يوم القيامة ستبدل الأرض غير الأرض والسماوات لن تبقى هناك سماء ولا أرض، فما قولكم؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز مطلقاً للرجل تفسير القرآن برأيه دون علم، فقد أخرج الترمذي عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ).
وأخرج الترمذي أيضاً عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار).
ولقد أخطأت في قولك برأيك في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ﴾ [المائدة:116].
فقد ذكر ابن عاشور أنه قد أجمع المفسّرون على أنّ المراد به يوم القيامة.
فاتبه لذلك مستقبلاً، ولا تفسر أي آية برأيك دون علم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.