2007-06-07 • فتوى رقم 15170
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصلاة والسلام علي سيدنا محمد، وعلى أهل بيته وصحبه أجمعين :
أريد توضيح أولوية وكيفية تراصف الصفوف لصلاة الجماعة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فذهب الجمهور إلى أنّه يستحبّ تسوية الصّفوف في صلاة الجماعة بحيث لا يتقدّم بعض المصلّين على البعض الآخر، ويعتدل القائمون في الصّفّ على سمت واحد مع التّراصّ، وهو تلاصق المنكب بالمنكب، والقدم بالقدم، والكعب بالكعب حتّى لا يكون في الصّفّ خلل ولا فرجة.
ويستحبّ للإمام أن يأمر بذلك لقول أحد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم:أقيمت الصّلاة فأقبل علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: أقيموا صفوفكم، وتراصّوا، فإنّي أراكم من وراء ظهري» [رواه البخاري]
ومن تسوية الصّفوف إكمال الصّفّ الأوّل فالأوّل، وأن لا يشرع في إنشاء الصّفّ الثّاني إلاّ بعد كمال الأوّل، وهكذا. وهذا موضع اتّفاق الفقهاء لقوله صلى الله عليه وسلم: «أتمّوا الصّفّ المقدّم ثمّ الّذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصّفّ المؤخّر» [رواه أبو داود] وعليه فلا يقف في صفّ وأمامه صفّ آخر ناقص أو فيه فرجة، بل يشقّ الصّفوف لسدّ الخلل أو الفرجة الموجودة في الصّفوف الّتي أمامه.
ولو حضر مع الإمام رجل واحد وقف عن يمينه، ولو حضر معه رجلان اصطفا خلفه، ولو حضر معه رجلان وامرأة اصطفّ الرّجلان خلفه والمرأة خلفهما، ولو اجتمع الرّجال والنّساء والصّبيان والصّبيّات المراهقات وأرادوا أن يصطفّوا للجماعة وقف الرّجال في صفّ أو صفّين أو صفوف ممّا يلي الإمام، ثمّ الصّبيان بعدهم، ثمّ يقف النّساء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.