2007-06-11 • فتوى رقم 15255
السلام عليكم
لي أب، لكنه للأسف كذوب، ناكر للجميل، أناني، لا يغض بصره بالرغم من أنه يصلى ويقرأ القرآن، ويأمرنا بطاعته والبر له، ونحن نفعل ذلك، ولكن نكرهه ولا نحترمه، ودائما ساقط من نظرنا لما يفعله من أفعال مخجلة، تضعنا نحن بناته وزوجته فى موضع حرج مع الناس، ولا نفتخر به كأب.
فماذا نفعل، وهل علينا وزر لكرهنا له؟
وأمى لا تعاشره لأنه خانها أكثر من مرة، ولا تستطيع طلب الطلاق منه خشية علينا، فماذا نفعل بالله عليك؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليكم بالإحسان لوالدكم وبره فيما يأمركم به في غير معصية، مع ما ذكرتم من سوء أخلاقه، مع تنبيهه بلطف وحكمة وأدب لما هو فيه من سلوك عله ينتبه لذك فيتحسن حاله، ولا يحل لكم أبداً هجره أو عدم الإحسان إليه، بل أمر الله تعالى الإحسان إلى الأبوين غير المسلمين فيما لا معصية فيه فقال: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان:14-15].
وليس لأمكم رفض معاشرته على ما فعله سابقاً، بل في هجرها له معونة له على الانحراف، إلا إن كان معه مرض معدي فلها أن تمتنع عنه عند ذلك للضرر.
وأسأل الله تعالى أن يهدي الأب ويحسن أخلاقه، ويوفق أولاده لبره والإحسان إليه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.