2007-06-14 • فتوى رقم 15313
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً وأفادنا بعلمكم.
أنا فتى في 21 من العمر، كلما وقعت فيما لا يرضي الله من معاصي (من الصور والأفلام المثيرة والعادة السرية) وفي الوقت الذي أنا منغمس فيها لا أكون راضياً ولا مرتاحاً إلا عندما أتمكن من الإقلاع وأتوب إلى الله، محاولاً التكفير عما بدر مني بصيام وصلاة واستغفار وغير دلك، إلى أن أحس بالإجهاد.
فأكون على الطريق الصحيح فترة من الزمن، لكنني أجد نفسي فيما بعد واقعا في نفس ما أقلعت عنه، فيتكرر نفس المشهد أو السيناريو، وهدا ما يزيدني سخطا وغضبا، لأني أستحي في كل مرة أن أتوجه إلى الخالق.
وبما أن لا ملجأ ولا مفر إلا إلى الله عز وجل، لا أجد بداً من التضرع إليه من جديد، وإلا فسأبقى حائرا مضطربا.
وكما هو واضح، فإن عوامل الفتنة في عصرنا هدا أكثر وفرة من ذي قبل، لهدا مبدأي هو تربية نفسي على استعمال الأشياء فيما هو جائز ومباح، وعدم الافتتان، لا أن أبعد نفسي عن هده الأشياء، وهذا شبه مستحيل.
لهدا أنا في صراع دائم مع النفس، ينفلت العنان من يدي فتقودني النفس إلى هواها، فأصارع لأمسك العنان من جديد، وأقود أنا النفس إلى الطاعة والصلاح.
فهل يا ترى سيتجاوز الله عني في كل مرة رغم ذلك؟
أنتظر إجابتكم بشوق، فقد أصبحت أظن أن الله لن يلتفت إلى جهتي، وأنه يعتبر الأمر تلاعبا معه.
وأذكر أن توبتي صادقة في كل مرة، ونيتي صالحة.
وشكراً.
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح وإذا كان فيها حق آدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه.
وأول ما أنصحك به مجاهدة نفسك، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا يخفى عليه خافية.
ثم المبادرة إلى التوبة الصادقة النصوح، فإنها إن تبعها عمل صالح تمحى بها الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وغض البصر، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل وقتك، والسعي للزواج ما أمكنك ذلك، والإكثار من الصوم فإنه وجاء ووقاية من الوقوع في المحرم.
ثم إن كنت راض عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله عز وجل.
ونقض التوبة النصوح لا يفسدها إن شاء الله تعالى ما دام العزم على عدم العود إليه قد وجد مسبقا، كماأرجو أن توفق إلى التوبة النهائية من الذنوب، فلا تعود إليها بعد ذلك.
وأسأل الله تعالى أن يثبتك على التوبة النصوح، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.