2007-05-23 • فتوى رقم 15537
لغات العالم كلها, هل نزل بها الرسل, أم هناك لغات مكتسبة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد اختلف في واضع اللغة على أقوالٍ:
الأوّل: أنّ الواضع هو اللّه سبحانه وتعالى فهي توقيفيّة, وإليه ذهب الأشعري وأتباعه.
الثّاني: أنّ الواضع هم البشر, وإليه ذهب أبو هاشمٍ ومن تبعه من المعتزلة، فهي اصطلاحيّة.
الثّالث: ابتداء اللغة توقيفي وقع بالتّعليم من اللّه تعالى, والباقي بالاصطلاح.
الرّابع: ابتداؤُها وقع بالاصطلاح, والباقي توقيفي.
الخامس: أنّ نفس الألفاظ دلّت على معانيها بذاتها, وبه قال عبادة بن سليمان.
السّادس: أنّه يجوز كل من هذه الأقوال من غير جزمٍ بأحدها, قال الشّوكانيّ: وبه قال الجمهور.
وقال الغزالي: أمّا الواقع في هذه الأقسام فلا مطمع في معرفته يقيناً, إلا ببرهان عقليٍّ, أو بتواتر خبرٍ, أو سمعٍ قاطعٍ, ولا مجال لبرهان العقل في هذا, ولم ينقل تواتر, ولا فيه سمع قاطع, فلا يبقى إلا رجم الظّنّ في أمرٍ لا يرتبط به تعبد عملي, ولا ترهق إلى اعتقاده حاجة, فالخوض فيه إذًا فضول لا أصل له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.