2007-05-02 • فتوى رقم 15627
أيها الأفاضل في قناة إقرأ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا محرز العبيدي، وزوجتي نعيمة العربي؛ من تونس.
أريد أن أستفتي حضرتكم في إمكانية اقتناء مسكن.
أنا أشتغل كاتب تصرف بوزارة التربية، وزوجتي أستاذة في اللغة العربية، لدينا طفلان (ريان 7 سنوات، وزكرياء 4 سنوات) لا نملك مسكناً، بل نقطن بمنزل المرحوم والدي، وهو منزل أرثه مع إخوتي الثلاثة، وأختي الاثنتين، وأمي، وهو يضيق بنا.
لا يمكنني الحصول على مسكن إلا بقرض بنكي، مع العلم أنه لا يوجد لدينا في تونس ولا بنك واحد إسلامي، فكل البنوك في تونس ربوية؛ هل يجيز لي الشرع اقتناء منزل من أحد هذه البنوك، خصوصا وأن ابني يكبران في حارة تباع فيها الخمرة خلسة، مما يدفعني للفرار منها قبل أن يتفطنا لهذه المعاصي.
أحد جيراني يبيعها جهارا، ويتولى ابنه –7 سنوات- بيعها نيابة عنه عندما يكون غائباً، وهو ما يفزعني حقاً.
وجدت منزلا في حي محترم يقطنهأ أغلبية من رجال التعليم، وبحثت ولا زلت أبحث عن ثري يقتنيها، ثم يبيعها لي بالتقسيط وبفائدة أو ربح معقول، حسبما نصحني به إمام المسجد، وأبديت رغبتي في السداد بما يتجاوز 6/5 مرتبينا الشهري في سبيل أن ن نتحاشى الربا أو شبهته، ولكني لم أجد ضالتي إلى حد الآن...
وبقي أمامي حل اللجوء إلى البنك إذا ما أباح لي الشرع ذلك.
ملاحظة توضيحية: لدينا بنك في تونس ربوي اسمه بنك الإسكان، يتولى دفع الثمن مباشرة للبائع، ويتولى حجز الثمن والفائدة من مرتب المشتري، ويبقى المنزل رهنا حتى سداد كامل المبلغ.
رزقنا الله وإياكم من حلاله الطيب، وأغنانا به عن كل حرام خبيث.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان البنك هو الذي يشتري البيت ويدفع ثمنه للبائع، ثم يبيعك إياه بالتقسيط بثمن أعلى، ولا يشترط عليك أي زيادة بعد ذلك إذا تأخرت في السداد لظروف خاصة -وهو أمر مستبعد- فلا مانع من ذلك.
وإذا كان المشتري أنت، والبنك يقرضك الثمن قرضا بفائدة أو يشترط عليك زيادة في الفائدة إذا تأخرت في السداد، فلا يجوز؛ وذلك فصل ما بين الحرام والحلال، وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:279].
ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وليس تأمين مسكن مملوك من ذلك مع القدرة على الاستئجار.
وأتمنى لك التوفيق والثبات على ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.