2007-06-18 • فتوى رقم 15693
انفصلت أمي عن والدي منذ حوالي 25 سنة، وعشنا مع جدتي رحمها الله، وكانت أمية لا تقرأ، كما أنها كانت عصبية، وكذلك أمي، فكانتا على خلاف دائم لأتفه الأسباب، وكانت أحياناً كثيرة أمي مظلومة في هذه الخلافات، ولكنها كانت لا تستطيع أن تمسك لسانها، فكانت تتبادل الشتائم مع جدتي، وفي أحيان أخرى كانتا تتشابكان بالأيدي، فهناك أوقات كانت أمي مظلومة ومفترى عليها، وأوقات أخرى كانت هي سبب المشاكل بسبب أنها كانت لا تعجبها تصرفات جدتي.
والخلاصة أنهما كانتا تعيشان تحت سقف واحد، لكنهما لا يكلمان بعضاً إلا في المشاحنات فقط، وماتت جدتي رحمها الله بعد غيبوبة قصيرة، وأثناء غيبوبتها طلبت أمي منها أن تسامحها، وقبلت يدها، وهي الآن نادمة على ما فعلت أشد الندم، ولكنها في نفس الوقت كانت تعزي نفسها بأنها كانت مظلومة أغلب الأحوال، ومهانة أيضاً، وأنا أتعذب لعذابها وأشفق عليها من عاقبة العقوق.
أرجو إفادتي عما يجب أن تفعله أمي للتكفير عما حدث، علماً أن جدتي رحمها الله كانت تتهمها في شرفها كيداً لها.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى والدتك أن تكثر الآن من الدعاء لوالدتها، ولها فعل ما شاءت من الطاعات النوافل وهبة ثوابها لها، فيصل الثواب إليها إن شاء الله تعالى، دون أن ينقص من أجرك أمك شيء، فتسعد جدتك بذلك إن شاء الله تعالى، فتكون برت بوالدتها بعد مماتها، وحاولت التكفير عما كان منها حال حياتها، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:(إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) أخرجه مسلم.
وأسأل الله تعالى أن يرحم جدتك، ويوفقك وأمك إلى كل خير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.