2007-06-18 • فتوى رقم 15706
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم: أريد أن أعرض لك مشكلتي، ربما تطول، ولكن أحتاج إلى أناس ثقات أمثالكم أدامكم الله لآخذ منهم النصيحة والحل.
أنا شاب في الثانية والعشرين من العمر، أعيش في الشام، ولي ابنة عمة تعيش في الإمارات، وتنزل في كل صيف مع أهلها لزيارة العائلة في الشام.
قصتي باختصار أني أحببتها منذ 14 سنة، وأخلصت لها، وحافظت عليها من نفسي قبل أي شيء، حتى في سفرها كنت أتواصل معها عبر الإنترنت، فتعففت عن كل البنات على أمل أن يوفقني الله بزواجي منها بعد صبري, وقد صارحتها بحبي وبرغبتي بالزواج منها منذ بداية علاقتنا، وهي كانت ترفض وتثقل أكثر فأكثر، حتى أصبحت ضعيفاً أمامها، وأبحث عن رضاها فقط مهما كان الثمن.
صدمتي التي شلت عقلي وتفكيري أنها في الصيف الماضي صارحتني بأشياء وأخبار عنها كسرت خاطري، وهدمت كل آمالي بها.
تحدثت لي عن علاقة أقامتها مع شاب سوري في الخليج، لعبت عليه واستغلت مشاعره، كما استغل ولدنتها وغباءها، وأخذها إلى بيته برضاها وزنى بها، وصارت تكرر زيارتها له بدعوة منه كل فترة وأخرى...
كذلك أقامت علاقة (صداقة) مع شاب في سورية صار يتحرش بها، وأخذها إلى منزله واغتصبها غصباً عنها، والعجيب في الموضوع أنها كانت تنزعج منه وتعود إليه.
في اليوم التالي قالت لي أنها تخبرني بهذه المصائب لأنصحها وأحميها، ووعدتني أنها لن تعود إليهم، ولكنها لم تفعل ذلك حتى الآن.
لم تترك واحدة من صديقاتها لم تخبرها بالقصة لتأخذ منهن النصيحة، وجميعهن نصحوها ولم تستجيب!
فماذا أفعل، وكيف أنصحها؟
كيف أحميها وهي في بلد وأنا في بلد آخر؟
ما رأيكم: كيف سأتصرف في مثل هذا الموقف، ما الذي يجب أن أفعله: أأقتلها أم أشكوها لأبويها المريضان لأقضي عليهم بهذا الخبر، أم أفضحها لأهلي الذين يعرفون بقصة حبي لها وحجم حبي لها ليمرضوا قهراً علي؟
أنا حتى الآن أحبها، ولكني أرى أنه من المعيب أن أتزوجها، وقد نفر قلبي وعقلي من فكرة الزواج منها، ولكن لم تفارقني وساوس الشيطان بزرع فكرة أن أزني بها عندما تعود هذا الصيف لآخذ شيئاً من حقي.
إنني خائف جداً من عودتها، وتفكيري مشتت جداً.
لقد فقدت ثقتي بها كما أفقدتني ثقتي بكل نساء اليوم، لم أعد أأتمن جانب امرأة.
أرجو أن تنصحوني، وجزاكم الله خيراً.
وأعتذر جداً على الإطالة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما وقعت به أولاً سببه الاختلاط المحرم الذي أوقعك في حب ابنة عمك، ثم الحديث معها والتواصل خلافاً لأحكام الشرع الذي يحظر ذلك.
والآن عليك أن تقطعي صلتك بابنة عمتك كلياً، وتوكل إحدى أخواتك أو محارمك ترى فيها الاتزان والحكمة أن تتولى نصح ابنة عمتك أن تتوب عما وقعت فيه سابقاً من الكبائر، وتقلع عنها قبل فوات الأوان.
ثم بعد ذلك إن تابت ابنة عمتك وحسنت توبتها وتأكدت من صدق توبتها فلك الزواج منها بشروطه الشرعية، ويحرم عليك أن تقيم معها علاقة في غير إطار الزواج الشرعي.
لكني أرى أن تبحث لك أمك أو إحدى محارمك عن فتاة ملتزمة ترتضى دينها وأخلاقها فتتزوجها -وهن كثر-، وذلك بعد نفور قلبك من ابنة عمك -كما ذكرت- بعدما علمت منها ما علمت.
وأتمنى لك التوفيق والسعادة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.