2007-06-18 • فتوى رقم 15719
كانت والدتي في المستشفى في غيبوبة بسبب نزيف في المخ، وأفاقت بإذن الله بعد 10 أيام، ويوم ما فتحت عينيها قال أحد إخوتي: لو أمي خرجت البيت وشفيت سنذبح كلنا عجلاً، فأجبته وقلت: لو أمي خرجت سأذبح عجلاً لوحدي.
وخرجت والحمد لله بنصف وعي، وأحياناً تنسى ما حدث، وحركتها بطيئة، وشبه نائمة طوال اليوم.
المهم استرجعنا ما قلناه بالنسبة لموضوع ذبح العجل، وقال أحد إخوتي: لا بد أن نذبح العجل؛ لأن صحة الوالدة تعتبر مرتبطة بهذا النذر، فقلت له: أنا سأشتري العجل لوحدي، فقال لي: لا، سنشترك في ثمنه كلنا.
ما حكم الدين في ذلك؛ هل اشتريه لوحدي لأنني سبق وأن قلت ذلك وهي في الغيبوبة، أم نشترك جميعاً؟
وهل علي كفارة على ما قلت إذا اشتركنا جميعاً في ثمنه؟
أفيدوني أفادكم الله، وهل يحق لنا الأكل من النذر الذي سنذبحه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنذر أصله هو التزام ما هو مباح ليصبح بذلك واجبا.
والوفاء بالنذر الصحيح واجب، ولا يتحلل الناذر منه ما دام قادراً عليه، قال الله تعالى مادحا المؤمنين الموفين بنذورهم: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً﴾ [الإنسان:7].
وليس للنذر كفارة ما دام تنفيذه ممكنا، وبما أن الله تعالى قد من على والدتك بهذا القدر من الشفاء، وخرجت من المستشفى فعليك الوفاء بنذرك كما نذرت أنت بأن تذبحي لوحدك عجلاً، ولإخوتك أن يذبحوا عجلاً يشتركوا في ثمنه بما أن نذرهم كان كذلك، ولا يجزئ مكان الوفاء بالنذر صدقة أو صلاة.
ثم إذا كان النذر مطلقا لم يجز للناذر أن يأكل من المنذور؛ لأنه تمحض صدقة للفقراء من غيره، أما إن شرط أن يأكل منه فلا مانع من أن يأكل منه بحسب ما شرط.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.