2006-01-23 • فتوى رقم 1576
كيف تم ترتيب سور القرآن الكريم بهذا الشكل، و ماالأساس الذي قام عليه الترتيب، مع العلم أنه ليس بأسبقية النزول؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
ترتيب السور كان في الجمع الثالث للقرآن الكريم في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
أساسه اختلف فيه: فذهب جماعة من العلماء إلى أن ترتيب السور إنما كان بالوحي، وذهب الجمهور إلى أن ترتيب السور من فعل الصحابة.
والخلاف يرجع إلى اللفظ، لأن القائل بالثانى يقول: إنه رمز إليهم بذلك لعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته،
ولهذا قال الإمام مالك: إنما ألفوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبى صلى الله عليه وسلم.
وسواء كان ترتيب السور توقيفيا أم اجتهاديا فإنه ينبغي احترامه خصوصا في كتابة المصاحف، لأنه عن إجماع الصحابة والإجماع حجة، ولأن خلافه يجر إلى الفتنة، ودرء الفتنة وسد ذرائع الفساد واجب،
أما ترتيب السور في التلاوة فليس بواجب إنما هو مندوب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.