2007-06-11 • فتوى رقم 15914
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
لقد ارتكبت كبيرة من الكبائر، وهي الزنا مع فتاة تبلغ من العر 20 عاما, وكنا نحب بعضنا كثيراً حتى هذا الوقت، ومتفقين على الزواج بعد انتهائي من الدراسة الجامعية.
وكنا نتقرب من بعضنا كثيرا بعيدا عن أعين الناس, وفي مرة اختليت أنا وهي في مكان, وقد أزيل بالخطا غشاء البكارة للفتاة، وبعدها ما رسنا الجنس عدة مرات, وبعدها وبفضل من الله عز وجل فقد تبنا أنا والفتاة وندمنا على فعلتنا, علما أني أحبها وأريد الزواج منها إن شاء الله تعالى, ولكن ظروفي في هذا الوقت لا تنفع بسبب الدراسة الجامعية التي تنتهي بعد عامين, والفتاة كل فترة وفترة يتقدم لها الخطابين, فماذا أفعل, علما أنني تكلمت مع أمها وأبيها عدة مرات، وقالوا لي: عندما تتحسن ظروفي تفضل واطلبها, وأنا طلبت منهم أن يمهلوني عامين, ولكن والدها مادي جدا, وأنا أحوالي جيدة والحمد لله, ولكن لا أستطبع الزواج بسبب الدراسة, فلو سمحت يا شيخي الكريم: ماذا أفعل، وهل للشرع وجهة نظر في هذا الموضوع المعقد, علما أن الله عزوجل يفضل علينا بأنه كلما أتى لها خطابين لا يرجعون.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه من أكبر المعاصي، وما دام ستركما الله فعليكما ستر أنفسكما والمبادرة إلى التوبة النصوح فوراً، وعدم العود إلى مثل ذلك أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
وما كان منكما هو نيجة للاختلاط المحرم، ولجتما بدايته حتى انتهى بكما إلى ما ذكرت.
ولك الزواج من الفتاة التي زنيت بها إن تابت وعلمت صدق توبتها، ووافق أهلها عليك زوجاً لها، لكن لا يجب عليك ذلك.
أما إن استمر رفض الأهل لك، وخافت الفتاة من أن يفتضح أمرها، فلها بعد التوبة النصوح أن ترقع بكارتها عند طبيبة متخصصة إن شاءت كي لا تقع في مشاكل عند زواجها ممن يتقدم لها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.