2007-05-29 • فتوى رقم 16068
السلام عليكم..أنا طالبة في السنة الخامسة في كلية الطب..أرتدي الإسدال (الخمار الطويل)، وقد سمعت: أن عائشة رضي الله عنها قالت: أن أفضل النساء من لا ترى الرجال، وقد قرأت في كتب بعض العلماء(كالشيخ ابن العثيمين، رحمه الله) أنه: لايجوز الاختلاط في الجامعات، وصراحة، مهما كان جهاد النفس كبيراً، ولكن أحس أن الإيمان ينقص كثيرا عند عودتي الى المنزل، خاصة وأن أغلب الأساتذة في المستشفيات عندناغير متدينين، والبعض منهم يشكل خطراً على الطالبات، وأناالمسؤولة عن الطلبة، أي أمثلهم أمام مجالس الامتحانات أوغيرها، أخاف كثيراً على نفسي من الفتن، ولا أريد أن ينقص إيماني بسبب الرجال الأجانب، خاصة وأن زميلاتي يخبرنني بأنني أعجب العديد من الزملاء والأطباء(بإخلاصي في العمل،بكثرة حركتي، بإتقاني للغة الفرنسية...)، مع العلم بأني متوسطة الجمال، فهل أتوقف عن الدراسة من باب تقوى الله؟ أم أتابعها مع العمل في المستقبل، والشبهات تزداد يوما بعد يوم؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالشريعة الإسلامية جعلت للنساء الحق في تعلم ما ينفعهن كما للرجال، لكن لهن علينا أن يكون حقل تعليمهن في منأى عن حقل تعليم الرجال، وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال: (اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا، فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله).الحديث متفق عليه.
وهو ظاهر في إفراد النساء للتعليم في مكان خاص إذ لم يقل لهن ألا تحضرن مع الرجال.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). متفق عليه.
فالذي أراه أنه لا يجوز للإنسان رجلاً كان أو امرأة أن يدرس بمدارس مختلطة، وذلك لما فيه من الخطر العظيم على عفته ونزاهته وأخلاقه، حتى وإن لم يجد إلا هذه الجامعة فالأفضل له إن استطاع تحويل الدراسة إلى بلد آخر ليس فيه هذا الاختلاط، وإلا فعليها الاحتياط قدر الإمكان، مع الحجاب الشرعي وعدم الخلوة بالأجنبي من الرجال، وعدم التحدث معهم إلا بالأدب الكامل وفي حدود الحاجة ا لماسة.
وفقنا الله تعالى وإياكم إلى بلوغ مرضاته.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.