2007-05-04 • فتوى رقم 16087
بعد التحية والسلام، والصلاة على سيد الأنام، محمد حبيبنا وحبيب الإسلام، أما بعد:
أنا فتاة مغربية أعيش في المغرب، وتواجهني مشكلة متعلقة بقضية الربا.
أنا مؤمنة تماما أن ديننا الإسلامي خاطب ويخاطب العقل والقلب معاً، أحب الله وأحب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحب الدين الإسلامي، لكنني أتعامل مع الأمور بنظرة علمية، ومقتنعة تماما أن لكل محرم سببا جليا في تحريمه.
عمري 24 عاما، وأنا إن شاء الله مقبلة على الزواج، حاصلة على شهادة عليا بدرجة الماستر2 في تسيير الجودة (إزو...) من معهد تسيير الشركات بفرنسا، ومنذ عودتي وأنا أبحث عن عمل ولم أتوفق لكوني أرفض خلع حجابي في ميدان العمل، والحمد لله على كل حال، رضيت بحكم الله وقدره، ولكنني مع ذلك لم أيأس أبداً.
المهم: مشكلتي الآن تكمن في كون الزواج يحتاج إلى منزل وإلى غير ذلك من الأمور الأخرى، كما تعلمون في المغرب لا توجد بنوك إسلامية، ولشراء منزل أو إقتناء سيارة أو غير ذلك من الأمور الضرورية في الحياة نحتاج إلى التعامل بالأقساط والاقتراض من البنوك التي هي غير إسلامية، وذلك بطبيعة الحال مقابل فائدة معينة.
هناك من يقول أن هذا حرام شرعاً لأنه تعامل ربوي، وهناك من يقول أن هذا ليس حراماً لأنه يعد تعاملا استهلاكيا وليس ربا.
ما قولكم في هذه المسألة، علما أن جل المغاربة يعانون من انعدام المؤسسات البنكية الإسلامية في بلادنا؟
أشكركم مقدما على ردكم، وأرجو من الله أن أجد عندكم الجواب الشافي إن شاء الله.
والله ولي التوفيق.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان البنك هو الذي يشتري السلعة (منزلاً أو سيارة أو غيرهما) ويدفع ثمنها للبائع، ثم يبيعك إياها بالتقسيط بثمن أعلى، ولا يشترط عليك أي زيادة بعد ذلك إذا تأخرت في السداد لظروف خاصة -وهو أمر مستبعد- فلا مانع من ذلك.
وإذا كان المشتري أنت، والبنك يقرضك الثمن قرضا بفائدة أو يشترط عليك زيادة في الفائدة إذا تأخرت في السداد، فلا يجوز، وذلك فصل ما بين الحرام والحلال، وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:279].
ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وأسأل الله تعالى أن يفرج كربتك، وييسر أمرك، ويثبت على طاعته، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.