2007-06-19 • فتوى رقم 16129
ما معنى الحديث الذي يفيد أنه ليس للمرء إلا ما عقل من صلاته، وهل يجب أن يعيد الإنسان استحضار معنى الآيات والأذكار التي سرح ذهنه أثناء قراءتها ليكون ثوابه تاماً؟ مع العلم أنه لو لم أقف لترديد هذه المعاني في ذهني، فربما تنقضي كل الصلاة ولا أذكر منها شيئاً، وهذا يستلزم وقتاً ومجهوداً ذهنياً كبيراً، وتأتيني الوساوس للإعادة والتكرار.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيختلف الأجر والثواب، تبعاً لكمال الصلاة والخشوع فيها، فكلما زاد الخشوع في الصلاة، كلما كان الأجر أكبر وأعظم، ورى الإمام أحمد في المسند أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:(( إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَلَعَلَّهُ أَنْ لا يَكُونَ لَهُ مِنْ صَلاتِهِ إِلا عُشْرُهَا أوَ تُسْعُهَا أَوْ ثُمُنُهَا أَوْ سُبُعُهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى آخِرِ الْعَدَدِ)) وما ذلك إلا لقلة الخشوع، ولا يعني ذلك بطلانها ما دامت استوفت أركانها وشروطها، ولكن يعني قلة الأجر فيها.
فما عليك إلا أن تستجمع الذهن، وتستحضر المعاني، وتصرف النظر عن الملهيات، على قدر استطاعتك، (ومما يساعدك على ذلك الصلاة في مكان هادئ، وبعيد عن المشوشات)، حتى تحصِّل أكبر قدر من الخشوع والأجر، وقد يصعب عليك ذلك في البداية، لكنه سرعان ما يسهل عليك، ويتيسر لك بعد ذلك، فلا حاجة للوسواس والتكرار، أسأل الله لك التوفيق ودوام طاعته.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.