2007-06-21 • فتوى رقم 16131
ما هي الأسئلة التي نهي عن الاستفاضة فيها، وما معنى الأحاديث التي تفيد أنه يجب على المرء السكوت عن الأشياء التي لم يرد بشأنها توجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لئلا يضيق الإنسان على نفسه؟
فما الذي يجب السؤال عنه من أمور الدين؟ وما الذي يجب السكوت ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
النَّهْي عَنْ السؤال ورد في السؤال عن الْمَسَائِلِ الْمُشْكِلَةِ كَالأُغْلُوطَاتِ، أَوْ السُّؤَالِ عَمَّا لا يُغْنِي وعما لا يَعْنِي السَّائِل، أَوْ عَمَّا لَمْ يَقَعْ مِمَّا يُكْرَهُ وُقُوعُهُ، وعن كَثْرَةِ سُؤَال النَّاس عَنْ أَحْوَالهمْ وَمَا فِي أَيْدِيهمْ أَوْ عَنْ أَحْدَاث الزَّمَان، وكذلك ورد النهي عن السؤال عن الحلال والحرام مما سكت عنه الشرع، ومما لا حاجة إليه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد َأَخْرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ حَدِيث أَبِي ثَعْلَبَة مرفوعاً " إِنَّ اللَّه فَرَضَ فَرَائِض فَلا تُضَيِّعُوهَا ، وَحَدَّ حُدُودًا فَلا تَعْتَدُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاء رَحْمَة لَكُمْ غَيْر نِسْيَان فَلا تَبْحَثُوا عَنْهَا"
فالنهي عن ذلك في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خشية التضييق، وروى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:((خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا، فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ، ثُمَّ قَالَ: ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ))
أما بعد زمن التشريع، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فلا حرج في السؤال عن مسائل الحلال والحرام مما يفيد، وللمسلم أن يسأل عن أحكام الله تعالى وأمور دينه ليتبعها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.