2007-05-27 • فتوى رقم 16226
زوجتي تعمل ممرضة، وتهوى الاختلاط وحضور الاجتماعات والمحاضرات بعيداً عن البلدة التي نسكن بها، وعندما أمنعها، تذهب بدون علمي، وحتى عندما ترجع، لا تعلمني، وإن سألتها عن غيابها، تختلق لي الأكاذيب، علماً أني أعلم عن طريق الصدفة، ولا أستطيع ترك عملي ومراقبتها، وعندما ألومها وأغضب منها؛ تكيل لي الشتائم أمام البناء، وتهجرني في الفراش لمدة طويلة، كذلك أعطيها من المال ما يكفيها لتدبر المصاريف، إلا أنها تدعي أن المال انتهى، و في الحقيقة لم ينته، وتطلب مني المزيد، فأذهب وأستلف من أصحابي وهي تعلم ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه الزوجة إن استمرت بهذه التصرفات، وامتناعها عن زوجها، فهي ناشز شرعاً، ويسقط حقها على زوجها من النفقة، وللزوج أن يستعمل معها الأساليب التي بينهاالله تعالى في الإصلاح، فينصحها بالكلام ويخوفها من عذاب الله تعالى وغضبه ومقته، ويبين لها أن هذه الدنيا لا تدوم، وحرمة وصفها لنفسها بالكفر، وأنها ستحاسب على كل ما تكسبه يداها، ثم إذا استنفدت النصيحة بالكلام هجرها في المضجع وأعرض عنها، وإن تمادت فله الضرب للتأديب ضرباً غير موجع وغير مبرح.
والأفضل كما ذكرت الابتعاد عن الطلاق مهما كان مراعاة للحفاظ على الأولاد، ولعلك تندم بعد طلاقها فلا تحل لك إلا بعد أن تنكح زوجاً غيرك في ذلك الوقت، ولتعلما أن أبغض الحلال عند الله تعالى هو الطلاق، فهل يسركما فعل ما يبغضه المولى تبارك وتعالى.
وأنصح كلاً من الزوجين أن يسارع كل واحد إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلي كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خير الزوجين من يسامح أكثر، وليس من بحاسب أكثر.
وأسال الله تعالى لكما السعادة والتوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.