2007-05-27 • فتوى رقم 16280
أنا عملت كثيراً من الأمور المحرمة، كذب، سرقة، بداية زنا، عقوق والدين، لبس غير محتشم، علاقات مع أجانب، وأشعر أن كل حياتى حرام، وأنا معترفه بهذا، وأحاول أن اغير من نفسى، ولكن بعض الشيوخ يقولون: أن الكبائر لا تغتفر، وأنا خائفة جدا من نهايتى، خاصة لو مت فى هذا الوقت، وأنا لا أملك اى شيء لآخرتى، ولكن الإحساس بأنه لاأمل لي، يشعرني باليأس،فماذا أعمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الشهادتان ثم الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح وإذا كان فيها حق آدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه.
والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70).
وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها.
وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل عن الله عز وجل:(أنا عند ظن عبدي بي) فليكن ظنك بالله عز وجل خيرا، فإن الله هو الغفور الرحيم, فعليك بالتوبة النصوح وهي النية بعدم الرجوع إلى تلك الذنوب مرة أخرى, والإكثار من الاستغفار، عسى الله عز وجل أن يغفر لنا ولكم، ثم إذا كنت راضية عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.