2007-05-25 • فتوى رقم 16342
أعمل بدولة أجنبية، ومكثت أسرتي معي لمدة قصيرة، واضطررت أن أعيش بمفردي، وأنا رجل لا أستطيع العيش بدون زوجتي، فانزلقت إلى طريق الحرام، وعملت علاقة مع امرأة في هذا البلد، ثم قطعت هذه العلاقة خوفاً من الله، وبعد مدة لم أستطع أن أتحمل، فجلبت خادمة من أهل البلد، وأعاشرها منذ سنة، فما حكم الدين؟ علماً بأني لاأستطيع العيش بدون زوجة من الناحية الجنسية، وماذا أفعل؟ أرجو النصيحة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
فالتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، والاشتغال بمهنة تأخذ الوقت كله، أو بطلب العلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.