2007-06-05 • فتوى رقم 16706
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعرف كيف أبدأ سؤالي، ولكن سوف أحاول أن أشرح قصتي، لتكون مفهومة بعض الشئ.
عمري 25 سنة، تغربت عن بلدي، وسافرت إلى بلد أجنبي في طلب الدراسة، وكان عمري 18 سنة، ولكن عندما رأيت كيف يعيش هذا الشعب، خفت على نفسي من الوقوع في الحرام، وخصوصا شاب في عمري هذا، وحاولت الابتعاد عن الفواحش وكل ما حرمه الله عز وجل، وقاومت لمدة سنة، ولكن الشيطان عرف نقاط ضعفي، ووقعت في الخطأ الذي استحلاه الشيطان في عيني، وانخرطت في هذا المجتمع الفاسق، ومرت الأيام والسنون، وبقي سنتان على انتهاء دراستي، وفي أحد الأيام تعرفت على فتاة أجنبية، وسكنت معي في بيت واحد لمدة سنة، وكنت أرتكب معها الفاحشة وكأنها زوجتي، وهي لم تكن كذلك، وهي كانت تطلب مني الزواج، وأنا كنت أرفض هذه الفكرة لأن أهلي كانوا يرفضون، ومجتمع بأكمله كان يرفض فكرة الزواج من أجنبية.
وفي العطلة الصيفية سافرت إلى بلدي لمدة شهرين، وعندما رجعت وجدت هذه الفتاة بانتظاري، وقبل حلول شهر رمضان الكريم بعدة ايام بدأت ألوم نفسي وأحتقرها وأقول: ماهذا الذي أفعله؟ إن الله يراني، ماذا سأقول له بعد موتي، وماهو العقاب الذي ينتظرني؟ وقررت أن أبتعد عن كل ما حرمه الله جل جلاله.
وتبت إلى ربي وابتعدت عن كل ماحرمه الله، وبدأ شهر رمضان الكريم وبدأت أصلى و أصوم واقرأ القرأن باستمرار، ومرت عشرة ايام من شهر رمضان، ولكن هذه الفتاة مازالت تسكن معي في نفس البيت، ولكن لم أقترب منها طوال تلك الفترة. و بدأت هذه الفتاة تستغرب من هذا التغير المفاجئ وبدأت تسألني عن السبب، وأخبرتها أني رجعت إلى ديني الذي أبعدني الشيطان عنه. وبدأت ادعوها إلى اعتناق الأسلام. وأخبرتها عن الإسلام، وجلبت لها أفلام وكتب باللغة الاجنبية عن الإسلام وعن الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام،
وفي اليوم العاشر من شهر رمضان الكريم اعتنقت هذه الفتاة الإسلام، ونطقت بالشهادة، وبدأت تصلي وتصوم وتقرأ ترجمة القرأن الكريم والسيرة النبوية وكل شئ يتعلق بالاسلام، وارتدت الحجاب، ولا تخرج من البيت إلا وهي محجبة.
وفي نفس اليوم الذي اعتنقت به هذه الفتاة الإسلام، كان اليوم العاشر من رمضان، ذهبت أنا إلى المسجد الذي يقع في السكن الجامعي لأداء صلاة المغرب، أقمنا هناك إفطارا جماعيا، وبقيت هناك حتى صلاة العشاء والتراويح، وبعد الانتهاء أخبرت أصدقائي بأني أريد الزواج من هذه الفتاة، وبالفعل ذهبنا أنا ولجنة المسجد إلى البيت وكتبت كتابي عليها على سنة الله ورسوله.
وتغيرت حياتي وحياتها من جحيم الى غابة خضراء وبستان ملئ بالخضار والفواكه، ومرت الأيام، والتزمت هذه الزوجة بالإسلام وأستطيع القول بأنها الزوجة المثالية المسلمة المتعطشة للإسلام، وكأنها إنسان آخر غير الذي عرفته، وكنا مرتاحين كل الراحة والحمد لله.
وبعد مرور خمسة أشهر وفي ليلة سوداء عرفت منها تحت الضغط بأنها في تلك الفترة التي سافرت فيها إلى بلدي في العطلة الصيفية، عرفت بأنها مارست الجنس أكثر من مرة، وأنا لم أتمالك نفسي، وغضبت جدا وطلقتها ثلاثة (طالق.طالق.طالق)في جلسة واحدة وباللغة الأجنبية، وسألت عن هذا الطلاق هل وقع، فقالوا: لا، ورددتها، ولكن أنا أشعر وكأنني تعرضت للخيانة الزوجية، على الرغم أنني أعرف حق المعرفة بأنها عندما فعلت ذلك لم تكن زوجتي، ولم تكن مسلمة.
وهي الآن تقول لي أرجوك اعطني فرصة واحدة أنا ولدت منذ اعتناقي للإسلام، وأنا لا استطيع العيش في هذا البلد الفاسق، وأنا لم أخنك، أنت لم تكن لي زوجاً، وانا لم اكن مسلمة، أرجوك سامحني.
والآن لااعرف ماذا يجب علي أن افعل فهناك معركة طاحنة تدور في داخلي أحياناً أقول أن هذا هو عاقبة مااقترفت يداي، واحيانا أخرى اقول لنفسي: أنا المسلم الذي ولدت في عائلة مسلمة، وبلد مسلم، استطعت أن ارتكب الفاحشة، فما ذنبها هي التي ولدت وعاشت في مجتمع كافر فاسق، وأحيانا أخرى اقول: أنا لاأستطيع أن أتحمل هذا الألم الفظيع الذي يجعلني أتعذب كل يوم، وأصبحت دائماً مهموم البال، ضائع التفكير، عصبي المزاج، كارها لنفسي.
والان بعد مرور شهر تقريباً، وأنا على هذه الحال، بدأت أفكر أن طلاقي منها هو الحل الوحيد، ولكن أنا أخاف عليها بانها ستضيع في هذا المجتمع الفاسق، وهي في بداية عمرها، أين ستجد زوجا مسلما في هذه البلاد الأجنبة؟
واخاف أن أبقيها معي، ولا أستطيع أن اجعلها سعيدة معي، لأني اخاف ان اظلمها.
مع العلم: أني إن شاء الله سوف أتخرج بعد شهرين، وأسافر إلى بلدي، فماذا يتوجب علي فعله.
بماذا تنصحني؟ وماذا يجب علي فعله لإرضاء الله سبحانه وتعالى؟ ماذا يجب علي فعله إذا أهلي رفضوا زواجي منها؟ وإذا طلقتها هل هذا حرام؟ وماذا يجب علي فعله لكي تكن توبتي مقبولة؟
وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأبارك لك توبتك وأسأل الله أن يكفر عنك ما كان من ذنوبك بها، وأهنئها على الدخول بالإسلام.
والإسلام يجب ما كان قبله، فلا داعي لان تجعل ما حدث سابقا يؤثر على حياتكما إن كانت فتاة صالحة وأحبت الإسلام ودخلت به عن اقتناع.
وإن تبت إلى الله تعالى توبة نصوحا فأول ما أبشرك به هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل عن الله عز وجل:(أنا عند ظن عبدي بي) متفق عليه، فليكن ظنك بالله عز وجل خيرا فإن الله هو الغفور الرحيم.
ثم إذا كنت راضية عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وأما طلاقك لها فهنالك بعض المذاهب الإسلامية التي تعد هذا الطلاق طلقة واحدة رغنم تكرره، وبالتالي فلك أن تعقد عليها من جديد كما عقدت عليها في الأول، فتعود إليك وتسامحها في الماضي وتعيش معها للمستقبل حياة طيبة إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.