2007-06-26 • فتوى رقم 16740
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأحكي لكم قصتي لأسألكم إن كان علي وزر، أفيدوني وجزاكم الله عنى خير الجزاء.
تزوجت منذ خمس عشرة سنة من رجل هادىء الطبع، وعلى خلق، يعمل موظفاودخله محدود، قمت بشراء الشقة والسيارة والعفش، وما يكتسبه يكفينا وطفلينا، وإن نقص أغطيه من المال الذي ورثته عن والدي.
أنا ملتزمة ومحجبة وأربي ابني وابنتي على مبادئ الإسلام بما يرضي الله تعالى.
منذ ثلاث سنوات لاحظت تغيرا في طباع زوجي، وكثرة تأخره في الرجوع للبيت متعللاً بأسباب غير مقنعة. راقبته وأيقنت بوجود شيء، بحثت ووجدت في صندوق السيارة أوراقا، ومستندات بقرض قيمته عشرين ألف جنيه .. واجهته فاعترف بأنه على علاقة بمرؤوسته، وأنه اشترى لها شقة باسمها بالمبلغ وأنه سيتزوجها. وأن هذه المرأة كانت مخطوبة وخطيبها اغتصبها وأبوها رجل مسجون، ومتعاطي مخدرات هو وإخوتها، وأن الأب يأخذ مرتبها لنفسه. وزوجي بالفعل دفع للخطيب مبلغ ألفين جنيه ليتركها.
وعلل رغبته في الزواج منها بأنها في حاجة إليه، ولا تنجب وأنه يعاشرها معاشرة الأزواج.
اعترضت وقلت أن زواجه يسبب لي ضرراً هذا في المقام الأول, ثم هو ليست لديه المقدرة على فتح بيتيين ..إلخ. وطلبت أن يتدخل أهلي وأهله، ولكن ذلك لم يثنيه عن عزمه. خرج من البيت وتركني وأولادي، وتزوج من المرؤوسة وإرضاءً لأهلها كتب على نفسه قائمة بمبلغ خمسين ألف جنيه، ومؤخر عشرة آلاف جنيه، كما وأنه كتب في العقد الموثق أنه ليست له زوجة أخرى.
بعد شهر عاد يبكي، ويقول أنه يريد العودة للبيت، وكان شرطي طلاق المرأة الأخرى.. فطلقها على يد مأذون. قبلت عودته إبقاء على الكيان الأسري، ثم جاءني وقد فقد وظيفته، واستدان من عدد من الأصدقاء، وقمت أنا بإعالته، والتكفل بمصروفات المدارس والمعيشة، أماهي فلم تكف عن ملاحقته بالتليفون والوسطاء؛ لأنها لا تجد ما تنفق، وتقول بأنها تنتحر وفي المستشفى …وبعد شهر من رجوعه، قال أنه راجع إليها، قلت فسرحني بإحسان لأقوم بتربية أولادي في هدوء.
خرج من البيت وردها ومكث معها شهرا واحدا بالضبط، وعاد إلي ليقول أنه فكر جيداً، وأنه سيظل معي ومع الأولاد حفاظاً على الكيان الأسرى، وافقت للمرة الثالثة بشرط أن يطلق الأخرى طلاقاًبالثلاثة في هذه المرة. طلقها على التليفون على مسمع مني، ولم يطلقها على يد مأذون خشية المطالبة بحقوقها؛ لأنه لا يملك شيئا، وبعد شهر اتصل بها ليخبرها أنه كان ردها وأنه الآن يطلقها للمرة الثالثة، وكان ذلك على مسمع مني.
وحاولت أن أجمع نفسي وأن أبتلع المرارة ولجأت للمهدآت وتحطمت نفسيتي، وهو يحاول أن يجد عملا ووفق لفترات قصيرة لوظائف مؤقتة واستمريت بالإنفاق مماأملك حتى بعت كل شيء، ولم يبق لي إلا الشقة التي نعيش فيها، هذا بالإضافة إلى أعمال أقوم بها في البيت كعمل أكلات للمعارف والجيران والمساعدات التي أتلقاها من أهلي.
مرت سنة كاملة ثم اتصلت به لتقول أنها أنجبت ولدا مريضا، خيرته بين تسريحي بإحسان والعودة إليها، قال ما يهمه هو الولد الذي واظب على زيارته والإنفاق عليه مما ييسره الله له، أو مما أمده به حين لا توجد لديه استطاعه، طلب منها إعفاءه من المؤخر والقائمة نظراً لعدم استطاعته، وأنه مديون على أن يطلقها على يد مأذون، ولكنها رفضت قائلة أنها غير مستعجلة، حاول إقناعها بأن الشقة والعفش هي نفقات هو تحملها بالكامل، وأنه يكفيها ذلك، ولكنها أصرت على حقوقها، طلبت منه أن يحضر الطفل للتعرف على إخوته حتى لا يقطع الرحم, وأدعو الله أن يأجرها في مصيبتها ويخلفها خيراً منه.
ماأخشاه هو أن تكون علي مظالم…هل علي مظلمة أردها قبل أن ألقى ربي.
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد تقدم أن زوجك قد طلق زوجته الأخرى طلاقا بأئنا بالثلاث، وعليه فقد بانت منه بينوة كبرى فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاآخر، وعليك الآن التوبة والاستغفار، وأسال الله تعالى لك قبول التوبة ولها التوفيق أيضا، ولزوجك أن يتمم الله تعالى عليه نعمه فلا يقع في المصائب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.