2007-06-13 • فتوى رقم 16800
لدي عم عمره ٣٨ عاماً، وأبي منذ طفولته يعتبر نفسه مسؤولاً عنه بعد وفاة جدي، فقد تنازل له عن ميراثه، ويعطيه مصروفه وكل شيء يحتاجه، كل هذا لأن عمي في بعض الأوقات تتعب أعصابه، فهو يأخذ دواءً للأعصاب، مع العلم أن الطبيب قال لهم إذا عمل وأصبحت لديه مهنة؛ يمكن أن لا يحتاج للدواء بعدها. وإخوتي يضايقهم هذا الأمر كثيراً، لأن والدي دائماً مدين وإخوتي يدفعون عنه، ويقولون له حدد له شهرية، وقل لأعمامنا أن يدفعوا معك، أوجدوا له عملاً، فيكون رده: لا أحد يتدخل بيني وبين أخي، ومنذ وفاة والدتي قرر أن يعطيه كل ما يجنيه من المحل، وقال لإخوتي: أنتم تأخذون المعاش التقاعدي، فهذا الأمر جعل ديونه تزداد، ودائماً إخوتي يسدون العجز، فهل ما يفعله والدي صحيح ؟ وهل ما يقوله إخوتي بأنهم هم أحق بهذا منه أن يهتم بهم والدي، كل هذا مع العلم أن أعمارهم ما بين الـ ٢٠ و٢١ سنة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرجو أن يكون في صبركم واحتمالكم ما يدخلكم الجنة إن شاء الله تعالى، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155-157). والفرج قريب إن شاء الله تعالى، وكل ما هو مطلوب منكم هو أن توالوا بركم بوالدكم ما استطعتم، وأدعو الله تعالى أن يصلحه ويهدي قلبه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.