2007-06-13 • فتوى رقم 16843
والدى ثرى لكنه يمن علينا بكل مليم ينفقهه فى طعامنا أو تعليمنا، ولايعترف بحقنا فى الملبس، بالرغم أنه يتصدق ببذخ، ويخرج الزكاة بغير حدود، وحنون على الفقراء، إلا أولاده وزوجته، فهو يعاملنا بقسوة بالغة، ولا أتذكر منذ مجيئي إلى الدنيا أنه أحضر لي فستاناً، ودائما يدعى الفقر، ويقول أنه ليس معه نقود، بالرغم أنه ثرى، قلوبناامتلأت بالمرارة تجاهه، وأصبحنا نبغضه، لأننا الآن نحتاج اليه ليساعدنا على متطلبات الحياة، لكنه لا يهتم لنا، فما حكم هذا الأب؟ أليس هذا ظلماً؟ إن قلوبنا مجروحة جراحاً لن تشفى ابد الدهر، من مذلته لنا، ونحن أولاده الضعفاء المحتاجين له فى أوقاتنا العصيبة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرجو أن يكون في صبركم واحتمالكم ما يدخلكم الجنة إن شاء الله تعالى، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155-157). والفرج قريب إن شاء الله تعالى، وكل ما هو مطلوب منكم هو أن توالوا بركم بوالدكم ما استطعتم، وأدعو الله تعالى أن يصلحه ويهدي قلبه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.