2007-06-22 • فتوى رقم 17183
بماذا تنصحون من ابتلاه الله بمرض، وطال به الشفاء.
والله يحفظكم، ولا يبتليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحياة كلها ابتلاء بالنسبة للإنسان، يخيرها وشرها، كما قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء:35] وقوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنعام:165] وقوله: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك:2].
والأمراض من جملة ما يعرض للإنسان في هذه الدنيا ابتلاء لصبره ورضاه بمقدور ربه،
ويثيبه الله تعالى عليه إن صبر، قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة:155- 157]، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر:10].
بل فيه تكفير للسيئات ورفع للدرجات، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) أخرجه البخاري ومسلم.
ثم توقن بأنه لا يقع شيء إلا بقدر الله تعالى، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال لابن عباس رضي الله عنه: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك). أخرجه الطبراني.
وتذكر كثرة نعم الله عليك، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "ما أصبت بمصيبة إلا كان لله علي فيها أربع نعم: أنها لم تكن في ديني، وأنها لم تكن أكبر منها، وأنني لم أحرم الرضا عند نزولها، وأنني أرجو ثواب الله عليها".
وأوصيك بالإكثار من الصدقة؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (باكروا بالصدقة؛ فإن البلاء لا يتخطاها) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط.
وعن أبِي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقة) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فتنة الرجل في أهله وماله ونفْسه وولده وجاره، يُكفِّرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) أخرجه البخاري ومسلم.
وأسأل الله تعالى لك الشفاء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.