2007-06-25 • فتوى رقم 17315
ما حكم رجل يجلس على النت لساعات، وينظر على الصور الإباحية، ويتحدث على الشات مع رجال عن الجنس، ويعرضون عوراتهم، ويمارسون العادة السرية عبر الكاميرة، مع أن هذا الرجل يصلي ويصوم، ويقرأ القرآن، وملتزم دينييا؟
وماذا تفعل الزوجة حيال هذا الزوج؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين حرام شرعا، وهو من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرم لما سوف يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الصور والأفلام الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا؛ لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
وكذلك العادة السرية محرمة شرعاً للذكر والأنثى، المتزوجين وغيرهم، للنهي عنها ولأضرارها.
فعلى الزوجة أن تنصح زوجها المتورط فيما سبق، تنصحه على انفراد بحكمة وموعظة حسنة وفي أوقات الراحة، وأن يبادر إلى التوبة النصوح إلى الله تعالى، مع الاستغفار والعزم على عدم العود إليها مستقبلاً، وأن يجاهد نفسه، ويتذكر أن لله تعالى مطلع على جميع حركات الشخص وسكناته، لا تخفى عليه خافية، وسيحاسبه على ذلك إن استمر فيه.
ولا تكلف الزوجة أكثر من ذلك.
وأسأل الله تعالى أن يجنبكم المعاصي، وأن يوفقكم لما يحبه الله تعالى ورسوله، ويرزقكم حياة سعيدة مستقرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.