2007-06-26 • فتوى رقم 17388
أنا فتاة تم عقد قراني دون البناء منذ عدة شهور، وهذا بسبب وجود بعض العقبات المالية والظروف الاقتصادية, وتعتبر أيضا من العادات والتقاليد عندنا في بلادنا أن يتم العقد ويتم البناء بعد تجهيز الأمور الخاصة بالزفاف والمنزل, بعد العقد أخذ والدي عهد علي زوجي أن لا يقربني ولا يحدث خلوة شرعية، وهذا الوعد قاعدة عامة لكل شيء يودي إلي الجماع، وهو من باب سد الذرائع، وزوجي وافق علي ذلك الأمر ورحب به، وقال: إنه لن يلمسني لأنه يخاف علي كخوفه علي أخته، وإنني لا أحل له بسبب هذا الوعد إلي أن يأذن الله لنا ويجمع بيننا علي خير.
إن زوجي نحسبه علي خير، ونحسبه ملتزم بشرع الله، وبعد العقد بفترة من الزمن أصبح يلح علي أن أقول له بعض الكلمات مثل: (أحبك) وغيرها من الكلمات التي توضح له مكانته عندي، وعندما قلت لوالدي هذا قال لي: (عندما يطلب منك ذلك ذكريه بالوعد، وقولي له: إنه سيسمع ما يريده بعد البناء)، مع العلم أن والدي كان لا يمانع من أن يأتي زوجي عندنا كل يوم، ويدعنا نتحدث سويا بمفردنا، ونأكل معا ويمسك يدي دون حرج علينا في ذلك، ويحدث هذا عندما نكون في بلد واحد.
أما بعد سفري إلي بلد آخر أصبح زوجي يمر بوقت عصيب بسبب وجود الفتن حوله في كل مكان، وبسبب سفري أيضا وبعدي عنه، وأصبحت الطريقة الوحيدة للتواصل هي عن طريق الإنترنت، وهو يقول لي: (إنه يحب أن يسمع هذا الكلام من زوجته حلاله، وإنه لا يطلب شيئاً حراماً، وإن هذا الكلام ليس من ضمن العهد، وإن والدي لم يحدد الوعد، غير أن المفهوم منه هو الجماع فقط).
أنا محتاره بين ناريين، بين حق زوجي وبين وعد والدي، لا أعرف: هل إذا لم أقل له هذا الكلام علي إثم لعدم إطاعتي له، أم إذا قلت له هذا الكلام من دون علم والدي هل يعتبر هذا خيانة للأمانة والعهد، مع العلم أني لن أتمكن من أن أطلب من والدي أن يسمح لي أن أقول له هذه الكلمات مرة أخرى بسبب الإحراج؟
وهل إذا كانت حلال أن أقول له تلك الكلمات؛ فما الذي من الممكن أن أصل له في الكلمات؛ حيث من الممكن أن أقول له (أحبك, أعشقك, أشتاق لك، أتمني أن أكون بين ذراعيك، هذه قبله لك، أنا ملك لك بعد البناء) وأيضا مناقشته في بعض الأمور الخاصة بالزواج، مثل أسس بناء الأسرة، والجماع وأحكامه وآدابه، والحلال والحرام فيه من أجل تبادل المعلومات، ووضع أسس التعامل بيننا علي أساس الشرع والدين.
لا أعرف ماذا أفعل: أريد أن أعفه بالحلال، ولا أريد أن أغضب ربي، مع العلم أني لا أتحدث معه مباشرة؛ بل عن طريق الإنترنت لأنه في بلد، وأنا في بلد آخر، وإذا جلست معه لا يحدثني في هذا الأمر نهائي لأني خجولة جدا، وحتي لا يجرح حيائي، وحتي يلا يدخل الشيطان ويؤدي إلي حدوث خلوة شرعية، بحيث إذا قدر الله الانفصال لنا لا يضعني في موقف محرج بسبب كوني أصبحت ثيب ولست بكر (أسال الله أن يجمعني به في الدارين)
أرجوكم أفيدوني في هذا الأمر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيحل للرجل بعد عقد القران بشروطه الشرعية من زوجته ما يحل للرجل من زوجته تماماً، لكن عليه أن يراعي العادات والتقاليد المتبعة في بلده، ولا يخرج عليها قدر الإمكان.
وعليه فلا مانع من حديثك معه وأن تقولي له ما شئت، على أن لا يسمع كلامكما غيركما.
وأرجو الله تعالى أن يجمع بينك وبين زوجك بخير، وأن يرزقكما السعادة، وتنجبا الذرية الصالحة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.