2007-06-22 • فتوى رقم 17402
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي عن صلاة الاستخارة, هل يجوز أن استخير لشخص آخر غيري؟
وهل هناك استخارة بالقرأن، أم فقط عن طريق الرؤيا، أقصد أنني عندما كنت في المدرسة علمتنا أستاذة الإسلامية أن نصلي الاستخارة، ثم نفتح القرآن ونختار آية عشوائيا، فإذا كانت الآية عن الكفار والنار والخ فهذا شيء سلبي، وإذا كانت عن المؤمنين والجنة إلخ فهذا شيء إيجابي.
أرجو توضيح فكرة صلاة الاستخارة لي بالضبط.
وبارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً، وجمعكم مع الأنبياء والصالحين في جنات الفردوس، آمين يارب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليستخر كل إنسان لنفسه؛ لأنه هو صاحب العلاقة، وهو الذي سينشرح صدره لها أو ينقبض، ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الاستخارة من أجل أحد، وإنما كان يعلمهم إياها، ولكنني لا أرى مانعا من أن يستخير إنسان تقي لغيره ولكن بدون أجر.
وما ذكرت من طريقة للاستخارة ليست بصحيحة شرعاً، بل هي محض خرافات، إنما الاستخارة الشرعية تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة.
فيصلي المستخير لله تعالى في أي أمر مباح -ومنه ترك العمل أو البقاء فيه- ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجهاً للقبلة، ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، وهو:
(اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به).
ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى.
وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل ياأيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسنا.
وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.