2007-06-30 • فتوى رقم 17528
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة و السلام على رسول الله، و لا حول و لا قوة إلا بالله
السلام عليكم يا سيدي وعلى كل من اتبع هدي رسول عليه أفضل الصلاة والتسليم
سيدي أنا لي بحوث علمية توصلت من خلالها إلى اكتشافات علمية وبعض الابتكارات والاختراعات التي قمت بتطويرها على هذا الأساس، ولكني أجد نفسي حائراً بين وطني وبلدي الجزائر التي لم أجد فيها أدنى عون بل هنالك من كبار المسؤولين من يحثنا على الإدلاء بأسرار علمية خطيرة إلى من يتربصون بالمسلمين تربصاً، ومنهم من يريد منا أن نتاجر بما رزقنا الله من علم وقدرة علماً أنها أمور خطيرة إذا ما وقعت في أيدي العدو لن أنجو من عذاب الله يوم لا ظل إلا ظله، وقد ضاق بنا الحال حتى أن والديَّ وصلوا إلى مفترق الطرق، وأصبح والدي يقول لا خير في المسلمين، وخسرت عائلتي وأنا على وشك أن أخسر ما تبقى لي وهو والدي لعدم رضاي وموافقتي الإدلاء بالأسرار إلى أعداء الله و رسوله، وضاقت علي الأرض بما رحبت لولا الصلاة والأذكار وخاصة ما توصلت إليه من برهان في تبيان حقائق علمية تتجلى من خلالها قدرة الخالق البارئ في إظهار الحقائق بما يوافق الدين العلم والعقل.
ماذا أفعل يا سيدي وأنا مع أب وعائلة تحاسبني على ما صرفوه في وعلى هذه البحوث، ولكنني أنا المسؤول أمام الله فماذاأفعل؟
الفرج يا الله الفرج، والحمد لك والشكر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كنت تعلم أن إعطاء هذه المعلومات لأعداء المسلمين يضر بالمسلمين، ويستفيدون منها في حربهم مع المسلمين، فلا يجوز لك في حال من الأحوال إعطاؤها لهم، مهما ضاقت بك الأمور، لئلا تخون بذلك دين الله تعالى والمسلمين، وطاعة الأب والأقرباء وبرَّهم لا تكون إلا في حدود طاعة الله تعالى، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
وأسأل الله لك الثبات على الرشد، وأن يعجل في تفريج كربك، وأن يغنيك بالحلال عن الحرام، إنه سميع مجيب، وخسارة الدنيا أهون بكثير من خسارة الآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.