2007-06-28 • فتوى رقم 17563
السلام عليكم
أود أن أسأل: هل عقد الزواج في البلدية أو عند الموثق يجعل الزواج صحيحاً، مع العلم أن زوجي يقول دائماً: ما دام لم تتم قراءة الفاتحة لا يحل له أن يمسني، لأني لا أعد زوجته شرعا، لكنه يرغمني على ممارسة الجنس معه عبر الهاتف؛ فهل هذا حلال أم حرام، ويسألني دوما عن شكلي وأمور كثيرة أخجل من ذكرها، لكني أجدني مجبرة على التحدث معه فيها لأنه لا يحلو له الحديث معي إلا في الجنس، وإذا لم تسمح الظروف لأن نتكلم في ذلك يقفل الهاتف ويتركني، ولم يبق على زواجنا إلا أسابيع، ولم نلتق بعد العقد إلا مرة واحدة، لكننا لم نلمس بعضنا لأننا مقتنعين أن زواجنا ليس صحيحاً، وهو مجرد أوراق وكفى، لكن في الهاتف نفعل ما يفعله الزوج بزوجته، ولا أستطيع أن أرفض.
فما رأي الشرع في ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فركن الزواج شرعاً هو الإيجاب والقبول، وشرطه وجود شاهدين، ورضى ولي الزوجة البالغة عند أكثر الفقهاء، أما الزوجة القاصر فموافقة وليها شرط عند كل الفقهاء جميعا.
فإن وجد ما سبق فقد صح عقد الزواج بينكما شرعاً، وبعده يحل لكما ما يحل للزوجين تماماً، لكن مع مراعاة العرف قبل الزفاف.
أما إن لم توجد الشروط السابقة فلم يصح العقد شرعاً، وإن سجل لدى السلطات المختصة، وأنتما أجنبيين عن بعضكما كالغرباء، حتى يتم العقد بينهما بشروطه الشرعية السابقة، وعليكما قطع العلاقة مع بعضكما إلى حين وجود العقد بشروطه الشرعية، والتوبة مع الاستغفار عما كان منكما قبل ذلك، لتكون حياتكما في المستقبل مبنية على طاعة الله تعالى ومرضاته.
وأتمنى لكما التوفيق والسعادة في الدارين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.