2008-08-09 • فتوى رقم 17565
السلام عليكم
هل يجوز للزوج أن يهين زوجته دون سبب، مثلاً يطلبها في الهاتف، ولا تتمكن من الرد عليه من المرة الأولى وتشرح له الموضوع لكنه لا يصدقها، ويتعامل معها بشكل مهين جداً بدعوى أن حقه الشرعي أن يفعل بها ما يريد، ويتكلم معها مثلما يريد، ولا يتلطف معها إلا حين يريد أن يجامعها، وبعد أن تتهيج يتركها انتقاما منها؛ لأنها لم ترد على الهاتف وتركته يرن، فهل هذا هو حق الزوج وأين حق الزوجة وكرامتها؟ وهل هي مفرغة لرغبات الزوج وكفى؟ هل خلقت لتعطيه حقه الذي كفله له الشرع من نحو الطاعة والجماع متى أراد وكيفما أراد وليس لها حق عنده إلا الاستمتاع لحظة استمتاعه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يحل للرجل أن يشتم زوجته، ولا للمرأة أن تشتم زوجها، وعلى الزوجة أن تطيعه ما استطاعت في غير الأمور المحرمة، لأنها مأمورة بطاعته واحترامه لما له عليها من الحق، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) رواه الترمذي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال:(التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره). أخرجه النسائي.
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تحث المرأة على طاعة زوجها واحترامها له.
فيجب على المرأة أن تتقي الله تعالى، وتقوم بحق ربها، ثم بحق زوجها.
كما ينبغي للزوج أن يحترمها، وألا يسرع في مقابلة إساءتها بإساءة أخرى مثلها، وأن يستعمل ما أرشده إليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في قوله:(استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء) متفق عليه.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). أخرجه الترمذي.
ولا يحتقرها أو يشتمها فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(بحسب امريءٍ مسلمٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم:(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه.
وأرشد كلا من الزوجين إلى الصبر على ما يصدر من الآخر، وليحاول نصحه باستمرار وتطييب خلقه ويتحايل علي تغيير طبع الغضب عنده، فكل شيء ممكن أن يكون لكن بالحكمة والموعظة الحسنة، إضافة إلى الصبر على ذلك، وللمرأة حقوق أخرى على زوجها وليس فقط الاستمتاع وقت الاستمتاع، فلها حقوق مادية ومعنوية، من نفقة ومبيت وملبس ومعاشرة، وسائر الحقوق الزوجية الأخرى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.