2007-07-02 • فتوى رقم 17731
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
والداي يقولان لي بألا أقوم الليل فهو خلوة, وبألا أقعد وحدي لأقرأ القرآن فهو خلوة, وبألا ألتحي, وبأن أترك صديقا لي يشجعني على الإيمان والطاعات, وبألا أصوم كثيرا, وبأن أشاهد المسلسلات وأسمع الموسيقى فأمي تقول بانها حلال كلها, وتدرف الدموع و تنعتني بالمتشدد, هل من يحب الله كثيرا متشدد؟ وهل الإكثار من الأعمال التي تقرب إلى الله ليس محبوبا؟ وأمي تدرف الدموع و تقول لي أن أترك هذا الطريق الذي من وجهة نظري صواب, فأنا والله العظيم أبرها على استطاعتي, وأحاول ألا أعصي لها أمرا, فما حكم ما تقوله لي؟
هل أترك اللحية وقيام الليل والصيام وقراءة القرآن؟ أم أنا على حق وهما على باطل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإعفاء اللحية واجب على الرجال عند بعض الفقهاء وحلقها حرام، وسنة عند بعض الفقهاء وحلقها مكروه عندهم، ولم يقل أحد بجواز حلقها، هذا ما لم يرد منه الإعراض عن سنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وإلا حرم حلقها بالاتفاق.
فحلقها إذن لا يجوز إلا لضرورة، وأنت تقدر حال الضرورة,
وعلى الشاب أن يبر بوالديه ويحسن إليهما ما استطاع، ويطيعهما فيما يأمرانه به، إلا إذا أمراه بمعصية الله تعالى فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن يعتذر إليهما في عدم طاعته في المعصية بادب.
فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الأبويين وإن كانا كافرين، فقال تعالى عن الأبوين: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)(لقمان: من الآية15).
وأسأل الله تعالى أن يهدي الوالدين ويصلحهما، وأن يوفق الولد لبرهما.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.