2007-07-01 • فتوى رقم 17808
السلام عليكم
سؤالي أنا شاب أخاف الوقوع في الحرام، وحالتي المادية سيئة، ولكن مستقبلي جيد إن شاء الله، ولكن لدي عقبة وهي أنني بحاجة لمكتب لأقوم بعملي، وليس لدي المال الكافي وأريد أن أعمل لكي أخطب وأتزوج لأن المغريات حولي كثيرة جداً، وأخاف الوقوع في الزنا والبداية أنني أريد مكتبا، والمبلغ الذي معي لا يكفي فهل أستطيع أن اقترض من البنك الربوي لأشتري المكتب لأستر على نفسي، مع العلم أنني سأتزوج وأعمل بنفس المكتب، ومع العلم أنه لا يوجد بنوك إسلامية حالياً في بلادي، وبنفس الوقت عندما أحصل على المال سأوفي البنك مباشرة دون انتظار مهلة البنك لأتخلص من القرض فالآن لا أحد يقرضني وليس لي إلا هذه الطريقة.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لك الاقتراض من البنك الربوي لما ذكرت من الأسباب، قال الله تعالى ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، ولم تصل أنت إلى مرحلة الضرورة هذه، وعليك أن تحصن نفسك بالابتعاد عن أسباب الزنا ومقدماته، وكثرة الصوم، وصحبة الصالحين، وتذكر الموت، والدعاء بأن يحفظك الله من المعاصي، تحفظ منه _إن فعلت ذلك_ إن شاء الله تعالى، ومن ترك شيئا لله تعالى عوضه الله تعالى خيرا منه، أسأل الله أن يغنيك بالحلال عن الحرام، فهو أسعد لك في دنياك, أحفظ لك في آخرتك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.