2007-07-03 • فتوى رقم 17885
أنا موظف حكومي، وزوجتي معلمة، ونسكن بالإيجار منذ ست سنوات بما قيمته (110) دنانير أردني، أي ما مجموعه تقريباً(8) آلاف دينار خلال تلك الفترة.
وقد فكرت مؤخراً بشراء شقة سكنية عن طريق البنك وبأقساط شهرية، فتوجهت للبنك الإسلامي الأردني لتمويلي بالمبلغ، ولكن شروطه كانت مجحفة؛ حيث طلب ثلاثة كفلاء حكوميين، ومحول رواتبهم لديه ليقوموا بكفالتي لمدة (20) عاماً، حيث إنه من الصعب جداً أن يكفلني أياً كان معي لمدة 20 عاماً، ناهيك عن طلب البنك دفعة 20% من قيمة العقار مقدماً، وهذا صعب جداً؛ حيث إن هذا المبلغ يستحيل على موظف حكومي أن يوفره.
وبعدها توجهت لبنك مؤسسة الأيتام، والذي يمنح قروض بأرباح إسلامية، وللأسف كان الموضوع لديهم أصعب بكثير؛ حيث طلبوا دفعة 40% بالإضافة إلى كفيلين حكوميين، وهذه شروط فعلاً ترهق من يبحث عن الحلال.
سمعت من أحد أصدقائي عن فتوى لأحد مشايخ الأزهر بجواز شراء شقة لغايات السكن فقط، ولمرة واحدة عن طريق أي بنك، شريطة أن يدفع البنك قيمة الشقة لمالكها، ومن ثم تسجل باسم الشاري دون زيادة على المبلغ الأصلي لثمن الشقة (أي دون أن آخذ أي مبلغ نقدي من البنك زيادة عن ثمن الشقة)، وقد بحثت ملياً عن هذه الفتوى ولم أتمكن من إيجادها.
وبعدها قدمت للحصول على قرض سكني ربوي، فوافق البنك على ذلك بشرط تحويل راتبي وراتب زوجتي لديه فقط، حيث اقترضت من البنك مبلغ (33) ألف دينار لشراء شقة ثمنها (37) ألف دينار، وبأقساط شهرية لمدة (20) عام.
واستدنت من صهري (6) آلاف دينار لإكمال المبلغ وإكمال لوازم البيت، وكان شرائي للشقة بهدف السكن فقط، وللتخلص من الإيجار الشهري.
هذا ما حدث بالضبط؛ فهل دخلت بالحرام أم لا، وإذا كان حراماً فما العمل، وأنا أستغفر الله قياماً وقعوداً على ذلك؟
أرجو منكم الرد، وشكراً.
عنواني الإلكتروني:
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالقرض بالفائدة يحرم أخذه، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وليس تأمين مسكن مملوك من ذلك مع القدرة على الاستئجار.
وأنت لم تكن كذلك، فعليك الآن التوبة النصوح مع الاستغفار، والمسارعة إلى سداد القرض الربوي، ولو ببيع شيء مما تملك، بما في ذلك المنزل الذي اشتريته، مع عدم العود لذلك في المستقبل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.