2007-07-13 • فتوى رقم 18171
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت فتوى فضيلتكم عن رأي المذهب الحنفي في زواج الفتاة البالغة العاقلة دون موافقة ولي الأمر، لكنني أخشى أن يكون في حالتي شيء خاص يستثنيني من هذا، لذا أرجو أن تتفضلوا بإبداء الرأي في حالتي.
أنا طالبة في كلية الطب، أي مدة دراستي 6 سنوات، خطبني أحد أقاربي منذ عامين، وهو يدرس الطب أيضاً، لكنه يكبرني بسنة، وكان الاتفاق على أن تستمر الخطوبة حتى تخرجي أي 4 سنوات دون عقد القران.
كنا ملتزمين أشد الالتزام وذلك بفضل الله، لكنه مؤخراً صار يزورني في الكلية، لكننا حتى الآن ملتزمين بحدود الحديث، شعر بحاجته لعقد القران فلم يوافق والداي، فقررنا بعد بذل الجهد في إقناعهما أن نبتعد عن بعضنا حتى تخرجي، لكننا لم نستطع إلا لأسابيع، سنحاول من جديد في هذا الصيف، لكنني أعلم أنهما لن يوافقا خاصة أنهما غير مقتنعين بحرمة جلوسنا معاً، وأنهما ما عادا يرغبان به بحجة تعصبه من وجهة نظرهما.
وسؤالي: هل يجوز في حالتي أن أعقد قراني بعلم أهلي دون موافقتهم، وفي حال جواز ذلك؛ هل يجوز ألا يعلما أصلاً حتى تخرجي؟
أفتوني، فأنا في حيرة من أمري، وخطيبي بدأ يشكو من ضعف قدرته على غض البصر في الشارع بعد أن كانت عبادته المفضلة.
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فذهب جمهور الفقهاء إلى أن زواج البكر بدون ولي باطل، وبذلك أخذت بعض القوانين العربية للأحوال الشخصية، وذهب الحنفية إلى أن زواج الفتاة البكر بدون موافقة الولي صحيح إذا كانت عاقلة بالغة واستوفى العقد شروطه الشرعية، وبه أخذت بعض القوانين العربية، وحالتك لا تخرج عن ذلك، ولكنني أوصيك بعدم مخالفة أهلك قدر الإمكان.
ولكنني لا أرجح القيام بذلك حتى عند من أجازه، لما قد يترتب عليه من آثار اجتماعية غير مستحسنة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.