2007-07-15 • فتوى رقم 18272
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ كنت قد سألتك عن حكم العمل في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالنسبة للفتاة التي أريد خطبتها، فأجبتني في الفتوى رقم 12891 و15100 بأنه إن كانت تعمل عملاً فيه إعانة للبنوك الربوية على متابعة عملها فلا يجوز لها هذا العمل، وعليها البحث عن عملٍ آخر، لما في هذا العمل من المشاركة في العملية الربوية المحرمة، وإن كان عملها لا علاقة له بحسابات البنوك الربوية، فهو مكروه فقط وليس محرماً، وكراهته لما فيه من إعانة للبنك المرابي، وهي ولله الحمد لا تعين على ذلك إنما عملها هو معالجة ملفات المساهمين في الصندوق، فهل هذه الكراهة تجعلني آثما في مخالطتي لمالها أو أكلي منه أو الانتفاع منه، وطبعا برضاها لأننا ننوي أنّ نبني حياة واحدة لا فرق فيها بين مالي و مالها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لو احتاج الإنسان إلى مخالطة من ماله حرام أو فيه شبهة الحرام والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك؛ لأن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله، والتنزه عن مخالطته أولى تنزها، وحاول أن تنصحها بالكلمة الطيبة لكي تبحث عن عملٍ آخر يرضي الله تعالى ولا يكون فيه أي شبهة، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه, وأرجو أن توفق في ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.