2007-07-16 • فتوى رقم 18365
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي سؤال مهم لثقتي في علمكم وفتواكم
أنا فتاة على قدر بسيط من الجمال أعمل محاسبة قانونية في مكتب محاسبة، غير متزوجة لذلك أعمل لأصرف على نفسي، وليس للشعارات الزائفة في إثبات الذات، وقدر الله لي النجاح في عملي سني(40) طبيعة عملي التعامل مع موظفين في الضرائب، والهيئات الحكومية رجال ونساء، أرتدي الحجاب الشرعي ملحفة سوداء وطرحة سوداء، لم أستطيع لبس النقاب لظروف الشغل، رغم أني أحضرته، أمي ماتت منتحرة أحرق تنفسها، وكان سنها(24) سنة، وعمري (3) سنوات بسبب قسوة أبي، وهذا من جهلها، وقدمت لها عمرتين لعل الله يرحمها ويسامحها، يتقدم لخطبتي حتى الآن الكثير من الرجال، منهم من هو أصغر مني سناً، والنتيجة إما لا يكون مناسب فأرفضه، وقليل المناسب، وعندما أوافق لا يكون النصيب، أريد أن أترك العمل، وأتفرغ للعلم بدين الله، والعبادة، ولبس النقاب، قدر الله أن عميل بالمكتب الذي أعمل به أبدى إعجابه بي، فعرضت أنا عليه أن يتزوجني، وذلك لسمو أخلاقة، ودينة والتزامه، ولكن في البداية رفض، وكان السبب أنه متزوج ولدية(4) أطفال فعرضت عليه ألا يخبر زوجته فوافق، وأنا وهو نصلي الاستخارة الآن، واتفقنا على الزواج مع الولي وهو أبي، وإن شاء الله أستطيع إقناعه، وبحضور أخوات وهن( 8) وأزواجهن حيث( 4) منهن متزوجات، وبذلك نحقق شروط الزواج الولي الشرعي والإشهار، ولكن الإشهار سيكون في نطاق عائلتي أنا فقط، وذلك حيث الهدف الأول هو أن يكفلني ويعفني، وأن أترك العمل وقد تقدم لمعهد ديني لحفظ القرآن، ودراسة الدين، حيث أن هذا هدفي من الزواج من زوج متزوج أنه يكون مشغول بغيري، ويكون لدي الوقت الكافي لمعرفة ربي، وأريد أن أمنع الحمل للتفرغ للعلم والعبادة.
هل يجوز لي منع الإنجاب للتفرغ للعلم والعبادة، ونظراً أيضاً لكبر سني، وعدم خبرتي بأعمال المنزل، وتربية الأطفال حيث سيأخذون كل وقتي، ولن أحقق هدفي من تحصيل العلم والعبادة والعمل لآخرتي؟
أرجو سرعة الرد وجزاكم الله عني خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمنع الإنجاب أو تأخيره لسبب ما يجوز برضا الزوجين، بشرط أن تكون وسائل المنع أوالتأخير مؤقتة ومشروعة ولا ضرر فيها على الزوجة، أي بحيث يكون بإمكانهما الإنجاب بعد ذلك، ولا يجوز بالتعقيم الدائم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.