2007-07-19 • فتوى رقم 18575
السلام عليكم
دائماً أنا أفكر أنني سأموت في أي لحظة، فإذا سافرت فكرت أنني سأموت في الطريق، وإذا نمت كذلك، وهكذا، وهذا يجعلني أيأس من حياتي ولا أعمل بجد بأي شيء بحجة أنني سأموت.
فانصوني: كيف أتخلص من هذا التفكير؟
جزاكم الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى الإنسان أن يحسب حساب الموت في أي لحظة وفي أي وقت، وعليه أن يعد العدة للقائه وهو طائع لله تبارك وتعالى، فيلقاه وهو عليه راضٍ، غير منغمس في الدنيا متعلقاً بها، فالموت قد يأتي فجأة وقد يأتي قبله مقدمات توحي إليه، وفي كل الأحوال يجب على المؤمن أن يستعد للقاء ربه جل في علاه في كل لحظة ونفس.
ومع هذا فإن السعي للدنيا لا ينافي السعي للآخرة، بشرط أن يعرف المرء حد كل واحدة منهما ولا يُطغي واحدة على واحدة، وأن العبد مطلوب منه الاجتهاد وعدم التواني، فهو إما في أمر الآخرة، وإما في أمر الدنيا، كما قال تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص:77].
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما في زوائد مسند الحارث للهيثمي، أنه قال: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.
نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية وحسن الختام، وأن يطيل الله أعمارنا وأعماركم ويجعلها في طاعته ورضوانه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.