2007-07-24 • فتوى رقم 18760
سيدي الفاضل أنا إنسانة ملتزمة بالدين مند الصغر لا ينقصني إلا الحجاب، وأدعو الله أن أرتديه في أقرب وقت، أعيش في أوربا، طلقت من زوجي قبل الدخول؛ لأني وجدته مرتداً، وأنا أخشى أن أضيع معه، أحسست بالفشل، وأنا من يشيد الكل بأخلاقي وقوة شخصيتي والحمد لله، فوجئت بصديقتي تسجلني في النت بقصد الزواج، أنا لا أومن بهذا لكن ضعفت وتعرفت على شخص، والحمد لله وجدته متديناً، فامتنعت أن نستمر في التعارف حتى يكلم عائلتي، كنا متفقين على كل شيء، أوله سنجتمع على ذكر الله، والتقرب إليه، ونريد الزواج في أقرب وقت، فقط أنتظر أنا أوراق إدارية، فكان كل مرة يكلمني يرجو أن لا أقبل بغيره حيث كانت عندي فرص للزواج صحيحة، ووضع الخطاب فيهاأحسن، لكن اخترته لدينه، وحتى أطمئنه أعطيته وعداً أمام الله لن أقبل بغيره، وهو يقول لي دائماً ستكونين زوجتي إن شاء الله تعالى، هو الآخر في ديار المهجر غير البلد الذي أقطن به، وبعد مدة قصيرة قطع الاتصال بدون سابق تفسير أو شرح، ظننت أن به سوءًا؛ لأنه لا يجيب على الهاتف، فاضطررت أن أتصل بعائلته، وأنا أشعر بالإحراج لإجراء الاتصال بهم، لكن فعلت ذلك، ليطمئن قلبي، فكان الجواب أنه بخير، فأنا في وضع حرج أمام عائلتي، فقد كان يتهيأ لزيارتنا وفجأةً انقطعت الأخبار، وكان آخر مرة وجدته بالأمس وأجاب أن له ظروفا صعبة وفضل عدم الاتصال، وليس بسببي، فأناأخاف أن يكون غير رأيه خاصة أن هذا تم عبر النت والهاتف، اللهم إن كان إنسان شهما، ووفيًّ بعهده ويخاف الله، فأنا لم أعد أعطي فرصا للخطاب الآخرين، وهم وإن كانوا أناساً غير متدينين بل مسلمين فقط، لكن ليسوا عبر النت مع أني في داخلي أفضله هو، ولم أعد أعرف هل ألتزم بالوعد الذي وعدت به، وهل أنا مجبرةً أمام الله، أم أصرف نظري عن الموضوع، فالمعروف عني هو الاتزان، وإصابة القرار، فأنا أشعر بالضعف وأستحي من الموقف الذي وُضعت فيه، لا أخفي عليك أن الغربة، والحرص على أن لا تُضيع دينك وأخلاقك، تجعلك في مواقف كأنك أغبى الناس رجاءً أفيدوني جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخطأت كثيراً في إقامتك هذه العلاقة (غير المشروعة) مع هذا الإنسان فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته، مهما كانت النيات طيبة، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، وأرى أن كلامكما هذا ليس من باب الضرورة، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده.
وهذا الطريق الذي سلكتيه في اختيار الزوج ليس هو الطريق الآمن الصحيح في الزواج، وعلى أية حال لك أن تمهليه مدةً تقدِّرينها بحسب وضعك، ليعقد عليك العقد الصحيح الذي تكونان بعده زوجين، لئلا تضيعين (بغير ذلك) فُرَصُك في الزواج، أسأل الله أن يختار لك الخير الذي يسعدك في الدنيا والآخرة .
وعليك أن تسارعي في لبس الحجاب الشرعي، ولا تركني إلى التسويف والتأجيل والتأخير، فإن الالتزام بأوامر الله تعالى سبب في سعادة الدارين وكفاية همِّهما، فلبس الحجاب واجبٌ على المرأة البالغة العاقلة أمام الرجال الأجانب، ومن شروطه أن يكون ساتراً لكل العورة، وأن يكون الساتر سميكاً لا يشف وعريضاً لا يصف، وأن يكون ذا لونٍ كامدٍ لا يلفت النظر إليها، وأن لا يكون عليه زينةٌ أو زركشةٌ، وأن لا تقصد به التزين بل التستر، أسأل الله أن ييسر لك الالتزام بدينه والتمسك بأحكام شرعه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.