2007-07-25 • فتوى رقم 18791
السلام عليكم، أما بعد:
لي ابن عمة كنا نتمازح في بعض الأمور التافهة، وإذا به يغضب ويسب الله عز وجل، فغضبت أنا لذلك، وطردته من المنزل، وبعد ذلك جاء عمي وبعض عماتي لمصالحتنا، فرفضت لا لشيء لنفسي بل لأنه فعل ما تقدم ذكره، وبعد ذلك وافقت، وقلت لعل الله يهديه، حيث إنه لا يصلي ولا حتى الجمعة، وكنت أنا أقطع الصلاة، لكن هداني الله قبل ذلك بأسبوعين تقريباً، فرفض هو الصلح، ووقفت أمه إلى جانبه، وأنا الآن لا أريد محادثته نهائياً، وذلك لسماعي منه أقوالاً لا تليق بالله تعالى (أقول لا تقال إلا من أقوال الشيطان)، فهل أنا آثم؟ وما هي الطريقة المثلى لأجعله يبتعد عني؟ وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان قريبك هذا قد أخطأ خطأً فاحشاً بكلامه المحرم، فلقد أخطأت أنت أيضاً بمعاملتك الفظة له بطرده من البيت، وكان الأجدر بك أن تعظه وتذكره بالله تعالى، وتخوفه منه بالحكمة والموعظة الحسنة، فذلك أنفع وأجدر في دعوته إلى الله تعالى، وفي زجره عن معصيته، وذلك أقرب إلى قبوله واستجابته، وعليك الآن أن لا تقطع كلامك معه، بل أن تيسر صلته وتتجنب قطيعته، وتغتنم كل فرصة في دعوته إلى الله تعالى باللين والحكمة والقول الحسن، قال تعالى:((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) [النحل: 125]، أسأل الله أن ييسر لك دعوته، وأن يهديه على يديك، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحد خير لك من أن يكون لك حمر النعم) أخرجه البخاري ومسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.