2007-07-25 • فتوى رقم 18797
السلام عليكم ورحمة الله
سوف يطلبني شاب للزواج، وقد باح لي أنه على علاقة مع امرأة نصرانية، ويعاشرها كزوجة له(هو يعيش بإيطاليا) لكنه أقسم على إنهاء العلاقة حالما يتزوج، وقد بدأ في الابتعاد عنها، وهو شخص يصلي ويصوم، وحسن الخلق، وطيب القلب.
سؤالي لفضيلة الشيخ: هل أقبل الزواج من هذا الشخص أم لا؟ وهل توجد طريقة يكفر بها عن ذنبه ليغفر الله له، حتى تبنى حياته الزوجية على صفاء ونقاء، ومرضاةٍ لله تعالى؟
جزاكم الله عنا خيراً.
(أرجو أن أتلقى رداً في أقرب وقت)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنصحك أن لا تقبلي الزواج من هذا الشخص حتى يتوب توبةً صادقةً نصوحاً، ويقطع علاقاته المحرمة مع كل امرأة لا تحل له، ويمر على ذلك زمنً تتأكدين فيه من صدق توبته، وحسن التزامه بأحكام الله تعالى.
وما فعله هذا الرجل من أكبر المعاصي، وعليه التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، وهذه التوبة النصوح إن شاء الله تمحو الذنب من غير إقامة الحد، قال تعالى:(إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، والاشتغال بمهنة تأخذ الوقت كله.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.