2007-07-25 • فتوى رقم 18798
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فسأحاول أن أعطيكم إن شاء الله تعالى خطوطاً عريضة عن حياتي، اسمي محمد، ولدت و تربيت في المغرب تربية محافظة أتممت تعليمي الابتدائي والإعدادي والثانوي و الجامعي بتوفيق من الله عز وجل والحمد لله، حصلت على شهادة الإجازة في الجغرافيا، وعمري 25 سنة ثم التحقت بفرنسا بقصد إتمام دراستي، والالتحاق بوالدي الذي يعمل فيها منذ 1971، و تعرفت على فتاة فرنسية من أصل مدينتي بالمغرب بنية حسنة من أجل الزواج في البداية كانت الأمور على أحسن ما يرام، وعقدنا الزواج في ربيع 2001 في انتظار القيام بحفل الزفاف، لكن بعد 6 أشهر تغيرت الأشياء حيث إن الفتاة بدلت رأيها، ولم تعد ترغب بالعيش معي، رغم القيام بعدة محاولات لتغيير رأيها من قبل أهلها والأقارب، لكن دون جدوى، ومما سبب لي مشاكل عدة على مستوى بطاقة الإقامة؛ لأنه ينبغي عليها أن تعيش في بيت الزوجية لأكتر من سنتين من أجل تسوية وضعيتي. لكنها أبت وأغرقتني في مشاكل عدة، وبعد مدة 3 سنوات خلصت إلى حل الطلاق؛ لأن الأمور بيننا لم تتحسن بل تزداد سوءً، وبعدها لحقتني أمي وأخي وأختي الصغيرين بهذا البلد، وكنت سعيداً بعائلتي الصغيرة وبطلاقي، رغم مشكل بطاقة الإقامة؛ لأنني أحسست بنوع من الخفة من المسؤولية، وبالأمل في المستقبل، وكنت دائماً متفائل جداً أعمل في مجال البناء بنشاط وحيوية، أقوم بشعائري الدينية مطيع لوالدي والحمد لله، أدعو الله دائماً بالخير وبالزوجة الصالحة لي، ولجميع شباب المسلمين، وأتسلح بالنية الصالحة والإيمان بالله، وأطلب يد فتاة أخرى ثانية ثالثة رابعة ووصلت الآن إلى الثامنة، كلهن مغربيات الأصل ذوات الجنسية الفرنسية، حيث يقبلن في البداية بشروطي بل بوضعيتي وعملي، وتكون الأمور عادية لكن سرعان ما تتغير الأمور، ويفشل مشروع الزواج، مع العلم أني إنسان عادي، أتمتع بجميع قواي البدنية والعقلية ولله الحمد، و في أمس الحاجة لحفظ ديني وفرجي، لكن في هذه الفترة الحالية أصبحت أحس بنوع من الفشل، والملل و عدم الثقة بالنساء؛ لأن هؤلاء الفتيات وبالخصوص الأربعة منهن: الأولى الثالثة السابعة والثامنة أضعن لي الكثير من المال والوقت، ولا أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول لي ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، أشكركم على نصائحكم مسبقاً والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرجو أن تطمئن إلى أن القدر قد خبأ لك الخير والبركة، لأنك متدين كما ذكرت، والله تعالى عالم بك وحكيم وقادر، ولذلك ما عليك إلا أن تطمئن إلى أن الفرج قريب بإذن الله تعالى فلا تحزن، ولا تضيع ثقتك بالله تعالى، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية216)
ثم عليك بالانشغال بطاعة الله تعالى، والتضرع والدعاء إليه ليكشف عنك كربتك، وييسر لك أمرك.
وعليك بالإكثار من الصيام، فإنه كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لك وجاء ووقاية من الوقوع فيما حرم الله، وأوصيك أن تكثر من الدعاء بما ورد في هذه الآية ((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)) [الفرقان74]
وأسأل الله أن يفرج كربك وكروب المسلمين أجمعين، وأن يحفظنا من مخالفة شرعه، إنه سميع مجيب..
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.