2007-07-26 • فتوى رقم 18812
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخطأت منذ زمن بعيد، وأنا في سن المراهقة والطيش حيث جاءني أحد الأصدقاء وسألني عن سيدة كان على علاقة معها، وقد قلت فيها ما لا أعلم بمعنى تجنيت عليها، وقذفتها في عرضها، وذكرت أني أعرفها، وقد سبق وأن عاشرتها، وأنا كاذب وهي بريئة مما قلت، وانقطعت علاقتي بهذا الصديق بعدها بوقت، ولو سعيت لمحاولة الوصول له لتبرئتها والاعتراف بخطأي أخشى أن يترتب على ذلك مشاكل، فما علي فعله غير الندم والاستغفار؟ بمعنى هل يوجد عمل ما أستطيع من خلاله أن أقدم لها شيء حتى لا تسألني وتحاسبني يوم القيامة عليه، وأن أكون بهذا العمل قد تخلصت من ما فعلته في حقها؟
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد وقعت في شر أنواع الغيبة، الكذب والقذف كلاهما مع الغيبة المحرمة، فعليك كي تبرئ نفسك من غيبة هذه المرأة أن تتوقف عنها أولاً، وتنوي الإقلاع عنها وعدم العود لمثلها، مع كثرة الاستغفار، ثم أن تعتذر لها إن استطعت وتطلب منها أن تسامحك، فإن سامحك فحسن، وإلا فعليك أن تزيد في العبادة كي يسامحك الله تعالى عنها، مع التصحيح أمام صديقك الذي اغتبتها عنده، وقد يكون ذلك ثقيلاً عليك، ولكن عليك أن تسارع إلى إبراء هذه المرأة أمام هذا الشخص، أسأل الله أن يهديك للتوبة النصوح، وأن يلهمك فعل الخيرات التي تكفر بها عن معصيتك، وأن يغفر لك، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.