2007-07-26 • فتوى رقم 18819
ما هو القنوت؟ وماذا نقصد بقنوت الوتر؟ ودعاء القنوت؟ وقنت في صلاته؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمعنى القنوت: الدُّعَاءُ، وطُولُ القيَامُ، ودعاء القنوت عند الحنفية هو: (اللهم إنّا نستعينك، ونستهديك، ونستغفرك، ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونتوب إليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلّي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إنّ عذابك الجدّ بالكفار ملحق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم).
أما عن قنوت الوتر فقد اختلف الفقهاء في القنوت في صلاة الوتر على أقوال:
الأول: لأبي حنيفة: وهو أنّ القنوت واجب في الوتر قبل الرّكوع في جميع السنة، وقال الصاحبان أبو يوسف ومحمد: هو سنّة في كلّ السنة قبل الرّكوع.
فعند الحنفية إذا فرغ مصلّي الوتر من القراءة في الركعة الثالثة كبر رافعاً يديه، ثم يقرأ دعاء القنوت، واستدلّوا على ذلك بما روي أنّه صلى الله عليه وسلم « قنت في آخر الوتر قبل الرّكوع » رواه أبو داود.
وإذا نسي القنوت حتى ركع ثم تذكر بعدما رفع رأسه من الرّكوع لا يعود، ويسقط عنه القنوت ويسجد للسهو.
والثاني: للمالكية في المشهور وطاوس، وهو رواية عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنّه لا يشرع القنوت في صلاة الوتر من السنة كلّها، فعن طاوس أنّه قال: القنوت في الوتر بدعة، وعن ابن عمر: أنّه لا يقنت في صلاة بحال، ومشهور مذهب مالك كراهة القنوت في الوتر. وفي رواية عن مالك أنّه يقنت في الوتر في النّصف الأخير من رمضان.
والثالث: للشافعية في الأصحّ: وهو أنّه يستحبّ القنوت في الوتر في النّصف الأخير من شهر رمضان خاصةً، فإن أوتر بركعة قنت فيها، وإن أوتر بأكثر قنت في الأخيرة. وفي وجه للشافعية: أنّه يقنت في جميع رمضان.
أما محلّ القنوت في الوتر عند الشافعية، فهو بعد رفع الرأس من الرّكوع في الصحيح المشهور.
والرابع: للحنابلة: وهو أنّه يسنّ القنوت في جميع السنة في الركعة الواحدة الأخيرة من الوتر بعد الرّكوع، لما روى أبو هريرة وأنس «أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قنت بعد الرّكوع» رواه مسلم.
ولو كبَّر ورفع يديه بعد القراءة، ثم قنت قبل الرّكوع جاز، لما روى أبيّ بن كعب «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر قبل الرّكوع».
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.