2007-07-29 • فتوى رقم 18922
هل للوالدين حدود في التدخل في حياة أبنائهم المتزوجين، وإعطائهم الأوامر بفعل شيء ما يفوق طاقاتهم، هذا ما ينطبق على والديّ زوجتي، حيث أحس أنهما لا يعيرون أي اهتمام لوجود زوج لابنتهم، ويهددونها بوعيد غضب الوالدين، أحيطكم علماً أنني مهندس موظف أقوم بجميع واجبات الأسرة، وأعين زوجتي في كل المجالات المادية والمعنوية على حساب مستقبلي المهني، وخصوصاً في عملها كطبيبة كي تنجح في عملها، وهي الآن تواجه صعوبات مادية علماً أنهم ميسورون، ولا نريد منهم شيئاً، سأضرب لكم مثالاً لذلك. لزوجتي أخت متزوجة وطبيبة، ولا تريد العمل، وتقول إنها تريد أن تكون ربة بيت رغم أن والداها قاما بشراء وتجهيز عيادة لها وفشلوا مع زوجها في إقناعها بالعمل، وهم الآن يأمرون زوجتي بالوقوف بجانب أختها مادياً ومعنوياً.
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى المسلم أن يبر والديه ويحسن إليهما ما استطاع، ويطيعهما فيما يأمرانه به بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق به ضرراً، إلا إذا أمراه بمعصية الله تعالى فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن يعتذر إليهما في عدم طاعته في المعصية بأدب.
فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الأبويين وإن كانا كافرين، فقال تعالى عن الأبوين: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)(لقمان: من الآية15)، على أن للزوجة أن تعتذر لوالديها بلطف وأدب إن طلبا منها أمراً يرفضه زوجها ، أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع للخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.