2007-07-29 • فتوى رقم 18923
بسم الله الرحمن الرحيم
والدي رجل لم يكن مطلقاً المثال الأعلي لأحدنا، وفعل الكثير من الأخطاء بحقنا، وبعد أن كبرنا نساعد والدينا بالقليل من المال الشهري، لكننا نرسله باسم أمي إذ إننا لا نثق بأمانة أبي، وأبي يشعر بهذا و يحزنه الأمر، هل بثقتنا بأمنا فقط نعصي الله بما أمر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، و عليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء إن حصل ذلك ابتغاءً لوجه الله تعالى، ولذلك فإنني أنصحك أختي الكريم بأن تحسني لأبيك قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، بالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئة مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين معاً واجب مهما كانت تقصيراتهم، وربما كان لبعضهم عذر فيها، قال تعالى في حق الأبوين:(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).(العنكبوت8).، فتجنبي كل ما يحزن أبيك، وحاولي بره (مع والدتك) تفلحي في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.