2007-07-31 • فتوى رقم 18999
السلام عليكم
أرجو منكم مساعدتي، فأنا لدي مشكلة أتعبتني كثيراً جداً، و هي أنني أشك عندما أغتسل من الجنابة في و صول الماء إلى جسمي كاملاً، أنا اغتسل الغسل المجزئ، و لكن أطيل البقاء في الحمام لمدة تصل إلى الساعة أو أكثر، وأظل أشك في وصول الماء إلى سائر جسمي، ولا أدري ما ذا أفعل، فأنا أعاني كثيراً حتى أصبحت أخاف أن أصاب بالجنابة؛ لأنني أجد مشقة كبيرة في الاغتسال، أرجوكم دلوني ما ذا أفعل، وكيف أغتسل الغسل المجزئ، فأنا أحس بأني غريق؟
أرجوكم أجيبوني بأسرع وقت، وأنقذوني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فركن الغسل المضمضمة والاستنشاق، وإسالة الماء الطاهر المطهر على سائر البدن، ونية إزالة الحدث فيه سنة عند بعض الفقهاء، وشرط عند فقهاء آخرين، فمن فعل ذلك صح غسله وزالت عنه الجنابة بذلك، وسننه: أن يسمي بالله تعالى، وأن يتوضأ قبل الغسل، ثم يسيل الماء على بدنه.
فإن فعلت ما سبق فقد أصبحت طاهراً من الجنابة، وينبغي أن تكتفي بإسالتك الماء على كافة جسدك (مع المضمضة والاستنشاق)، ولا تشك أو تتوهم، فأمورنا لا تبنى على الأوهام والشكوك، ولا تدع مجالاً للوسوسة والريبة؛ فالوسواس هو مرض يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه، ولا تلتفت إلى الوهم الذي يأتيك بأنك لم تعمم الماء على جميع الجسد، فإن غلب على ظنك أنك قد أسلت الماء على جميع جسدك فاطمئن لذلك، مع العلم أنه يكفي للغسل التام الكامل عشرة دقائق، فلا تسرف في إضاعة الوقت والماء أسأل الله تعالى أن يخلصك من هذا الوسواس، ويشفيك منه، إنه على ذلك قدير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.