2007-08-02 • فتوى رقم 19094
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نرجو من فضيلتكم أن تساعدوننا على حل هذه المشكلة:
لي صديقة عمرها (43) سنة متزوجة، وأم لثلاثة أطفال تعمل في بنك ربوي منذ (20) سنة، في السنة الأخيرة والحمد لله، هداها الله سبحانه وتعالى إلى الاقتناع بأن هذا العمل حرام شرعاً؛ لما فيه من تعاملات ربوية، ومساعدة على نشرها، واتخذت قرارها بتركه لكن الأمور لم تجري بهذه السهولة، اصطدمت بمعارضة قوية من عائلتها ومن جهة أولى زوجها، لقد فعل المستحيل لمنعها لدرجة أن الأمر وصل لتهديدها بالطلاق إن هي أصرت على موقفها، فهو لا يريدها أن تترك العمل؛ لأنها تساهم تقريباً بنصف راتبها في مستلزمات البيت، وما يعزز رفضه _في نظره_ أنه يحتج بأن عملها يمنح أطفالهما تأميناً صحياً لا يمكنه أن يوفره من خلال عمله (يعمل في عمل منذ أكثر من (15) سنة بعقد قابل للتجديد كل سنة، تخبره بأنها ستقنع بما يجنيه هو، وأن الله هو المؤمن، وكل شيء بيده لكن لا فائدة.
ومن جهة أخرى والدها الذي وصل به الأمر إلى تخييرها بين رضاه وبين سخطه إن تركت العمل، يقول لها: يمكنك تركه، ولكن بشرط أن تجدي عملاً آخر قبل ذلك، و هذا شرط تعجيزي، وذلك لسببين أولاً: مشكلة السن عمرها ( 43) سنة، ثانياً: استفحال مشكلة البطالة في بلادنا؛ فهناك صعوبة في إيجاد عمل آخر، كما أنه عمِل على إقناع شقيقيها بعدم مساعدتها سواء مادياً أو معنوياً.
هي الآن حائرة لا تدري ما تفعل، زوجها يخبرها أن الله سبحانه وتعالى أمر الزوجة بطاعة زوجها، وهذا هو فوزها أكثر من أي شيء، ووالدها الذي يهددها _إن لم تطعه_ بسخطه عليها في الدنيا والآخرة، و يقول بأن بر الوالدين، وطاعتهما فوق كل ما تريد أن تفعله، وأنها يجب عليها المحافظة على عملها؛ لأنه هو مستقبلها، و أنها يمكن أن تمر بظروف قاسية إن تركته.
نرجو من فضيلتكم أن تنصحوها، وأن تضعوها على الطريق الصحيح، وأن تبينوا لها حكم ما يقول زوجها وأبوها.
ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فطاعة الله تعالى مقدمة على طاعة عباده، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.