2007-08-07 • فتوى رقم 19351
شاب زنى مع فتاة، ثم تابا إلى الله وتزوجا، فهل ينطبق عليهما قول الله عز وجل: (( الزاني لا ينكح إلا زانية ))؟ وهل معنى ذلك أنها كانت زانية، حتى قبل أن تعرفه، وتتزوج به؟
أرجـو تفسـير الآية أراح الله بالكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمعنى الآية أنه جرت العادة أن الشخص الزاني لا يتزوج إلا زانية مثله أو مشركة، وكذلك المرأة الزانية لا تميل بطبعها إلا إلى الزواج من رجل زان مثلها أو من رجل مشرك، وذلك لأن المؤمن بطبعه ينفر من الزواج بالمرأة الزانية، وكذلك المرأة المؤمنة تأنف من الزواج بالرجل الزاني، فالآية الكريمة تحكى بأسلوب بديع ما تقتضيه طبيعة الناس في التآلف والتزاوج، وتبين أن المشاكلة في الطباع علة للتلاقي، وأن التنافر في الطباع علة للاختلاف.
وفي هذه الآية زَجرٌ كبير، وإيضاح بأن من يرغب في زواج الزانية فهو في نظر الناس زانٍ أو مشرك، والزانية لا يرغبُ في زواجها الصالحون من الرجال المؤمنين، وهذا النكاح لا يليق بالمؤمنين لما فيه من التشبه بالفسقة، والتعرض للتهم.
أما إذا تابت الزانيةُ فيجوز الزواج منها، وكذلك الزاني إذا تاب يجوز أن يتزوج من المؤمنات العفيفات، نصّ على ذلك الفقهاء رحمهم الله تعالى، وعليه فلا تعني الآية أن هذه المرأة زانية قبل أن تعرفها وتتزوج بها، وأسأل الله تعالى أن لا تدخلا في معنى هذه الآية مادمتما قد تبتما إلى الله تعالى، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.