2007-08-07 • فتوى رقم 19405
ما هو حكم الفوائد المالية لدفتر الادّخار البريدي، هل هي حلال طيّب أم حرام يجب إعطاؤها للفقراء؟ وهل تعتبر ربا مثل الفوائد البنكية لدفاتر ادّخار سائر البنوك؟
مع العلم أنّي قد علمت فتوى من شيخ مصري تفيد مشروعية و حلّية فوائد دفتر ادّخار البريد؛ باعتبار أنّ أموال اِدّخار البريد لا تُستعمَل، ولا تُعطَى في شكل قروض ربوية (مثلما تفعل البنوك)، بل تُستعمَل في مواضع أخرى مشروعة، وأرباحها أيضاً مشروعة (كالأرباح الناتجة من طبع وبيع الطوابع البريدية...)، كما أنّها تشغّل أرباب عائلات (الذين يشتغلون في البريد كموزّعي الرسائل البريدية وغيرهم)، وتشكّل الأرباح المشروعة مورد رزق لهم، فهي مستحبّة في نظر هذه الفتوى لانعكاساتها الاِجتماعية،
هل لكم أن ترجعوا إلى هذه الفتوى، وتبيِّنوا لنا رأيكم في هذه الفتوى، ومدى صحّتها؟
وهل هناك أدنى شبهة حول حلّية الفوائد البريدية؟
الرجاء الإجابة عن هذا السؤال في أقرب وقت ممكن.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالوضع في دفتر التوفير ممنوع شرعاً لأن ذلك من الربا، والربا من أشد المحرمات عند الله، قال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، وعلى من فعل ذلك التخلص من الفوائد بدفعها للفقراء، والمسارعة إلى سحب هذا المبلغ من دفتر التوفير، والتصدق بمقدار ما أخذ مسبقاً من هذه الفوائد، وعليه أيضاً أن يكثر من التوبة والاستغفار.
ولا فرق بين فوائد هذا الدفتر، وبين فوائد البنوك وكلاهما من الربا المحرم، وما ذكرت من أسباب لتحليل هذه الفوائد فهي غير معتبرة في الشرع.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.